طريق مكة – جدة القديم: شريان الحجاج والتجارة عبر العصور

30-05-2025  آخر تحديث   | 30-05-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
طريق مكة – جدة القديم: شريان الحجاج والتجارة عبر العصور
طريق مكة – جدة القديم: شريان الحجاج والتجارة عبر العصور

 


الرياض

يُعد طريق مكة – جدة القديم من أبرز الطرق التاريخية التي ربطت بين المدينتين، وكان شريانًا حيويًا لقوافل الحجاج والتجار القادمين عبر البحر الأحمر. ويجسد هذا الطريق قيمة تاريخية وثقافية بالغة، إذ يبقى رمزًا للتواصل الحضاري والاقتصادي بين مكة المكرمة وجدة عبر العصور.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، اكتسب الطريق أهميته كونه الممر الوحيد الذي ربط البحر الأحمر بمكة، حيث مر منه حجاج من مصر، والهند، واليمن، والحبشة، والسودان، والمغرب، ودول إسلامية أخرى، وكان محورًا تجاريًا حيويًا لنقل البضائع من ميناء جدة إلى مكة والمناطق المحيطة.

ويمتد الطريق على مسافة 70 إلى 80 كم عبر وادٍ رملي محاط بتلال سوداء، مع منعطفات ومرتفعات تضفي عليه طابعًا جغرافيًا مميزًا، وصفه الرحالة دومنجو باديا عام 1807م بأنه وادٍ رملي تنمو فيه نباتات غير مثمرة، مع جبال تحوي أحجارا رخامية حمراء وأخرى بركانية مغطاة بالحمم السوداء، إلى جانب آثار منازل مهدمة وفج ضيق بمدرجات تشبه موقعًا عسكريًا. فيما وصف إبراهيم رفعت عام 1901م الطريق بأنه رملي وصعب، لكنه مزود بمحطات مؤقتة، مع وجود حصى في بعض المواضع، ومدرج حجري متعرج قبل مكة، محاط بجبال سوداء وأشجار متفرقة.

واشتمل الطريق على محطات رئيسة مثل قهوة الرغامة، وقهوة الجرادة، وبحرة التي كانت مركزًا لتزويد الحجاج بالماء والطعام، وحدّة المعروفة بأسواقها ومساجدها وبساتين الكادي.

اقرأ أيضًا: الوفد الهندي متعدد الأحزاب يختتم زيارته إلى السعودية في الفترة 27-29 مايو

ولا يزال الطريق قيد الاستخدام من قِبل سكان المناطق المجاورة كبحرة وحداء وأم السلم، ويُستخدم كبديل في حالات الطوارئ، مثلما حدث في أغسطس 2021م عندما حُولت الحركة إليه بعد حريق على الطريق السريع.