دكا
توافدت عائلات وأساتذة، الثلاثاء، إلى مدرسة في بنغلاديش، تحطَّمت فيها طائرة مقاتلة تدريبية، ما أسفر عن مقتل 25 طفلاً، وشخصين آخرين، في أعنف حادث طيران تشهده البلاد منذ عقود.
وكان معظم الضحايا من التلاميذ الذين خرجوا لتوهم من غرف التدريس، عندما اصطدمت طائرة صينية الصنع من طراز إف-7 بي جاي آي بمدرسة مايلستون الخاصة التي توفر التعليم من مرحلة الروضة إلى الثانوية. وأكد المسؤول في وزارة الصحة سيد الرحمن: "حتى الآن، قضى 27 شخصًا من بينهم 25 طفلاً وطيار".
وتابع: يتلقى 78 شخصًا العلاج في مستشفيات مختلفة، وأصيب أكثر من 170 شخصًا في الحادث وفق الجيش الذي يجري تحقيقًا في أسباب الكارثة. وساد الصمت الثلاثاء المدرسة التي عادة ما تعج بالحركة، مع إلغاء الدروس.
وقال المدرّس شهادت حسين الذي نجا ابنه بأعجوبة من الحادث: "مع الأطفال، فقدت المدرسة حياتها" وأضاف الرجل البالغ 45 عامًا: "هناك أرجوحتان أمام المبنى المتضرر، يلعب الأطفال هناك خلال استراحة الغداء وبعد المدرسة، حتى أمس في وقت تحطم الطائرة تقريبًا، كان طلاب يلهون على الأرجوحتين".
ويرتاد المدرسة حوالى 7000 تلميذ من بينهم، ابن أبي البشار في الصف السادس والذي قُتل صديقه في الحادث.
وقال أبو البشار: إن الطفل "خرج قبل دقيقتين أو ثلاث فقط من وقوع الحادث". وأضاف الأب بينما كان ابنه يقف في صمت: "لم يستطع النوم طوال الليل وأجبرني على مرافقته إلى المدرسة هذا الصباح".
وجمع مسؤولو المدرسة حقائب وأحذية وبطاقات هوية أطفال من الموقع. وقال المسؤول الكبير في الشرطة بان تشاكما: إن أفراد القوات المسلحة ما زالوا يمشطون المنطقة. وأضاف: "سيُسلمون المكان للشرطة لاحقًا وسنجمع الأدلة بما فيها أي رفات بشري، أو مقتنيات للتلاميذ وغيرها".
وقال المدرّس حسين: "لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر حتى تعود الأمور إلى طبيعتها وتخف هذه الصدمة عن الأطفال".
ومساء الإثنين، أقام مسؤولو المدرسة صلاة في الحرم المدرسي، وعبّر رئيس الحكومة الانتقالية محمد يونس عن حزنه العميق وألمه وأعلن يوم حداد وطنيًا.
اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء يُعزّي في ضحايا حادث تحطم الطائرة المأساوي في دكا
وقال: "إن الخسارة التي تكبدها سلاح الجو والتلاميذ، وأولياء الأمور والمدرّسون وموظفو مدرسة وكلية مايلستون، إضافة إلى غيرهم من المتضررين من هذا الحادث لا تُعوّض"، مضيفًا "هذه لحظة ألم عميق للأمة".
وقال الجيش: إن قائد الطائرة توقير إسلام كان في مهمة تدريب روتينية عندما واجهت الطائرة، حسبما ورد عطلاً ميكانيكيًا.
وحاول الطيار دون جدوى تحويل مسار الطائرة بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان، لكن رغم بذله قصارى جهده تحطمت الطائرة على مبنى المدرسة المكون من طابقين، على ما قال الجيش الإثنين. (وكالات)