أبوظبي
قاد وزير الدولة لشؤون البيئة والغابات وتغيّر المناخ، كيرتي فاردان سينغ، مداخلة الهند في حوار المائدة المستديرة رفيعة المستوى مع رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، رزان خليفة المبارك، وذلك خلال المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة المنعقد اليوم في أبوظبي.وخلال الجلسة، ناقش الوزير كيرتي فاردان سينغ سبل دمج المعرفة العلمية والحكمة التقليدية بشكل أفضل لمعالجة أزمة المناخ.
واستهلّ الوزير سينغ كلمته بالتأكيد على أن أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والعيش في تناغم مع الطبيعة متجذّرة بعمق في الثقافة والتقاليد الهندية. وأوضح أن جوهر هذه التقاليد يقوم على التكيّف مع الظروف المحلية، والارتباط الثقافي العميق بالعالم الطبيعي.
وأضاف: "في حين تستخدم العلوم الحديثة مصطلحات مثل الاستدامة وتغيّر المناخ، فإن الهند قد جسّدت هذه المبادئ منذ زمنٍ بعيد من خلال أسلوب حياة عملي ومنسجم مع الطبيعة."
وأوضح الوزير للحضور الكريم كيف استطاعت الهند أن تبني على هذه الحكمة الموروثة وتدمجها مع الأساليب العلمية من أجل مستقبل مرن، مشيرًا إلى أن مبادرة "Mission LiFE" التي أطلقها رئيس الوزراء ناريندرا مودي تمثل حركةً عالمية يقودها الناس، تُحوّل الحكمة الخالدة إلى عملٍ لمواجهة التحديات العاجلة لتغيّر المناخ وتدهور البيئة.
وبيّن أن رؤية رئيس الوزراء مودي من خلال مبادرة "Mission LiFE" تتمحور حول تشجيع سلوك بيئي واعٍ يستند إلى القيم والمعارف التقليدية الهندية. كما أشار سينغ إلى أن النموذج الهندي في الحفاظ على البيئة يدعو إلى إطارٍ سياساتي قائم على الأدلة، مرتكز على العدالة، ومتجذّرٍ في الثقافة.
اقرأ أيضًا: الهند ترفع مستوى بعثتها الفنية في كابول إلى سفارةٍ خلال المحادثات الثنائية مع أفغانستان
وأوضح الوزير، متعمقًا في المفهوم، أن الفكر الهندي يؤمن بأن العلم والمعرفة التقليدية متكاملان لا متنافسان، مما يفتح آفاقًا واسعة للتعاون في هذا المجال الذي يلتقي فيه العلم بالثقافة، وتلتقي فيه التقاليد بالابتكار. وأشار إلى أن الهند تعمل على توثيق هذه الممارسات المحلية والتحقق منها ودمجها في النظم الرسمية للتكيّف مع المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي.
واختتم سينغ مداخلته بالتأكيد على أن هذه الجهود تجسّد رؤية الهند التي يرى فيها أن العلم يُعزّز التقاليد، والتقاليد تندمج مع العلم. وأشار إلى أنه مع مواصلة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة، فإن المهمة المقبلة تتمثل في تعميق هذا الحوار، وقال: "إن نسج خيوط العلم الحديث والمعرفة التقليدية معًا سيساعدنا على الانتقال من المفاهيم المجردة إلى أفعالٍ ملموسة."