طوكيو
غادر السفير الهندي لدى اليابان، سيبي جورج، اليوم الإثنين، منصبه بعد فترة اعتبرها الطرفان محطة بارزة شهدت تحقيق إنجازات مهمة على صعيد ترسيخ الشراكة بين نيودلهي وطوكيو.
وأثنى وزير الخارجية الياباني، تاكشي إيويا، على جهوده، واعتبرها بمثابة جسر متين يربط بين البلدين.
ومتحدثًا عن فترة عمله في طوكيو منذ وصوله في نوفمبر 2022م خلال جائحة كوفيد-19، قال سيبي جورج: "حظيت بزيارة جميع المحافظات اليابانية السبع والأربعين، من المدن النابضة بالحياة إلى البلدات الهادئة، من هوكايدو في الشمال إلى أوكيناوا في الجنوب. وخلال هذه الفترة، قام رئيس الوزراء ناريندرا مودي بزيارتين إلى اليابان للقاء نظيره الياباني، ما أسهم في تعزيز شراكتنا الاستراتيجية الاستراتيجية الخاصة والعالمية. كما وضع رئيس الوزراء مودي أجندة طموحة للعقد المقبل، بما يفتح فصلًا جديدًا في مسيرة هذه الشراكة".
وخلال مهامه الدبلوماسية، أُقيمت في اليابان عدة تماثيل للمهاتما غاندي، في خطوة تعكس متانة الروابط الحضارية بين نيودلهي وطوكيو.
وفي عام 2023م، قام رئيس الوزراء ناريندرا مودي بإزاحة الستار عن تمثال للمهاتما غاندي في حديقة السلام بمدينة هيروشيما، ثم تبعه وزير الشؤون الخارجية إس. جايشنكر في 2024م بإزاحة الستار عن تمثال آخر لغاندي في إيدوغاوا. وفي الفترة نفسها، أزاح السفير سيبي جورج الستار عن تمثال للعالم الحائز على جائزة "بهارت راتنا"، الدكتور سي. في. رامان، في مقاطعة شيمانه.
وأكد السفير أن هذه التماثيل لاقت احتفاءً واسعًا لدى اليابانيين وأصبحت تجسيدًا دائمًا لعمق الصداقة بين البلدين.
ولفت السفير إلى أن التبادلات الثقافية أسهمت في ترسيخ أواصر الصداقة بين البلدين، مشيرًا إلى أن دمية "داروما"الشهيرة في محافظة غونما، ذات الجذور الهندية عبر البوذية، والتي تحتل مكانة محورية في التقاليد اليابانية، ما تزال رمزًا للأمل يجمع بين الشعبين. كما تطرق إلى حديقة الطاووس في ناغاساكي، حيث قدمت الهند قبل خمسة عشر عامًا عشرة طواويس، ارتفع عددها اليوم إلى نحو مئتين، في دلالة على عمق الروابط التاريخية التي تجمع الهند باليابان.
وأكد السفير جورج أن الروابط الاقتصادية والشعبية تعززت بشكل لافت، موضحًا أن حجم الاستثمارات بلغ 10 تريليونات ين، وأن التبادلات بين الشعبين وصلت إلى 500 ألف، فضلًا عن 50 ألف محترف هندي يضطلعون بدور فاعل في تنمية الاقتصاد الياباني.
وقد أسفرت جهوده في تعزيز الشراكات الإقليمية عن زيارة 16 حاكمًا يابانيًا للقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في خطوة أبرزت قوة الروابط الخاصة بين ولاية أترا براديش ومقاطعة ياماناشي، وكذلك بين ولاية غوجرات ومقاطعة شيزوكا.
وفي معرض حديثه عن المستقبل، شدّد السفير على أهمية الحوار الأمني الرباعي (كواد)، مؤكدًا أنه يشكل منصة محورية تنطلق من الشراكة الاستراتيجية والخاصة والعالمية بين الهند واليابان، وتجسد التعاون والازدهار والاستقرار ليس فقط للهند واليابان، بل لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ بأسرها.
وأكد وزير الخارجية الياباني تاكشي إيويا الموقف ذاته، موضحًا أن البيان المشترك الذي صدر عن قادة البلدين في أغسطس وضع خريطة طريق واضحة للمستقبل. وأشار إلى أن التعاون سيظل قويًا ومستقرًا مع استعداد الهند لاستضافة اجتماع "كواد" هذا العام، وأستراليا في عام 2026م.
اقرأ أيضًا: الدوحة تعلن استضافة القمة العربية الإسلامية الطارئة الإثنين
ولقد اعتُبرت فترة السفير سيبي جورج مرحلة مفصلية في مسيرة العلاقات بين الهند واليابان حيث شهدت تعزيز الروابط الثقافية والاستراتيجية والاقتصادية التي ستوجّه مسار الشراكة في الأعوام المقبلة.