واشنطن
في اليوم الذي وصل فيه الوفد الهندي متعدد الأحزاب، برئاسة عضو البرلمان من حزب الكونغرس شاشي ثارور، إلى واشنطن في إطار الحملة الدبلوماسية العالمية بشأن "عملية سِندور"، كان الوفد الباكستاني المقلِّد، برئاسة بلاول بوتو، في نيويورك لمحاولة دفع قضيته.
وألقى بلاول بوتو، الذي شغل سابقًا منصب وزير الخارجية، كلمة خلال إحاطة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، دعا فيها إلى المصالحة مع الهند، وناشد بإجراء محادثات وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الجارتين.
وقد تكبّدت باكستان خسائر فادحة بعد محاولتها استهداف منشآت دفاعية ومدنية هندية في أعقاب "عملية سِندور".
الآن يريد بلاول بوتو العودة إلى الدبلوماسية والحوار، مؤكدًا أن ذلك هو السبيل الوحيد الممكن لتحقيق السلام.وقال: "لا تزال باكستان ترغب في التعاون مع الهند لمكافحة الإرهاب. لا يمكننا أن نترك مصير 1.5 مليار، أو 1.7 مليار نسمة، في أيدي الجهات غير الحكومية والإرهابيين"، مضيفًا "لا يمكن السماح لهم بأن يقرروا، بمحض نزوة، متى ستخوض قوتان نوويتان حربًا فيما بينهما".
وتشكل هذه التصريحات، في واقع الأمر، تأكيدًا لموقف الهند بأن الهجوم الذي وقع في باهالجام وأودى بحياة 26 شخصًا بريئًا كان مخططًا له من قبل عناصر إرهابية متمركزة في باكستان. كما أكدت الهند علنًا أن أي نشاط إرهابي آخر سيُقابل بإجراء مماثل. وفي حين، شدّد بلاول بوتو على ضرورة وجود آلية لحل النزاعات.
ومن المفارقات أن بلاول بوتو اقترح أيضًا تعاونًا بين وكالتي الاستخبارات في باكستان والهند لمواجهة الإرهاب في جنوب آسيا.
وأضاف: "أنا واثق تمامًا من أنه إذا جلست الاستخبارات الباكستانية (ISI) ونظيرتها الهندية (RAW) معًا وعملتا سويًا لمكافحة هذه القوى، فسنشهد تراجعًا كبيرًا في مستوى الإرهاب في كل من الهند وباكستان".
اقرأ أيضًا: الهند ومصر تؤكدان التزامهما المشترك بتعزيز الشراكة الاستراتيجية ومكافحة الإرهاب
ويعكس الموقف الاسترضائي لبلاول بوتو مدى التأثير العميق الذي تركته الضربات التي نُفِّذت خلال عملية سِندور على باكستان، وحاجتها إلى السعي نحو السلام في ظل هذه الظروف.