أديس أبابا
هدأ نشاط بركان هايلي غوبي في منطقة عفار الإثيوبية، يوم الثلاثاء، بعد ثورانه المفاجئ، في يوم الأحد، الذي تسبب في أضرار واسعة بالقرى المجاورة، وأجبر شركات الطيران على إلغاء العديد من الرحلات بسبب سحب الرماد التي عطّلت المسارات الجوية على ارتفاعات عالية.
وغطّت سحب الرماد القرى المحيطة، فيما حذّر مسؤولون محليون من تداعيات اقتصادية صعبة على الرعاة بعد أن تحولت مناطق الرعي إلى مساحات مغطاة بالرماد وغير صالحة للاستخدام. وقال مسؤولون إن سكانًا يعانون من السعال، فيما لم يعد بإمكان الماشية العثور على عشب أو مياه صالحة بسبب تغطيتها بطبقات كثيفة من الرماد.
وقال مسؤول الصحة في المنطقة، عبد الله موسى، إن فرقًا طبية تحركت إلى المناطق المتضررة لتقديم خدمات عاجلة للسكان، بينما أوضح مسؤول الثروة الحيوانية نور موسى أن الحيوانات "لا تجد ماءً نظيفًا أو عشبًا يمكنها الرعي عليه".
وتأثرت حركة الطيران بسبب سحب الرماد المنتقلة عبر المنطقة. فقد ألغت خطوط طيران عديدة مساراتها فوق المنطقة المتضررة، وقالت هيئة الأرصاد الإثيوبية إن السحب ستتلاشى لاحقًا.
وألغت شركة إير إنديا 11 رحلة، معظمها دولية، يومي الاثنين والثلاثاء، امتثالًا لتوجيهات هيئة سلامة الطيران الهندية للتأكد من سلامة الطائرات التي ربما مرت فوق مناطق انتشار الرماد. كما ألغت شركة أكاسا رحلات كانت مقررة إلى وجهات في الشرق الأوسط منها جدة والكويت وأبوظبي.
ويحدث بركان هايلي غوبي لأنه يقع فوق صدع شرق أفريقيا، حيث تتباعد الصفائح التكتونية تدريجيًا، ما يؤدي إلى تمدد القشرة الأرضية وترققها. وهذا الترقيق يسمح بصعود الصخور الحارة من الوشاح (الطبقة العميقة تحت القشرة) إلى الأعلى، وبينما ينخفض الضغط عليها تبدأ بالانصهار، فتتكوّن الصهارة (ماغما) التي تشق طريقها عبر الشقوق والفوهات لتغذي الثوران البركاني.
اقرأ أيضًا: دهرمندرا… من شاب حلم بالتمثيل إلى أيقونة خالدة في ذاكرة الهند
وأوضح رئيس قسم الزلازل بمعهد الجيوفيزياء وعلوم الفضاء والفلك بجامعة أديس أبابا، الأستاذ أتالاي أيلي أن هذه الانفجارات ليست نادرة، لأن إثيوبيا تقع على نظام فالق جيولوجي نشط. وقال إن هذا أول ثوران معروف لبركان هايلي غوبي منذ 10 آلاف عام، مرجّحًا أن يستمر لفترة قصيرة قبل أن يهدأ.