سنغافورة
سيُعقد الاجتماع الثالث للمائدة المستديرة الوزارية بين الهند وسنغافورة في نيودلهي في 13 أغسطس، ليُمثل منصةً وزاريةً مهمةً لتعزيز التعاون في المجالات الجديدة والناشئة بين البلدين، وفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية في سنغافورة.
وأضاف البيان أن الاجتماع سيستعرض التقدم المُحرز منذ الاجتماع الثاني الذي عُقد في سنغافورة في أغسطس 2024م، ويحدد فرص نمو جديدة لتعميق التعاون الثنائي.
ويترأس وفد سنغافورة نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة والصناعة غان كيم يونغ. ويضم الوفد الهندي وزيرة المالية نيرمالا سيتارامان، ووزير الشؤون الخارجية إس جايشانكار، ووزير التجارة والصناعة بيوش جويال، ووزير الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات أشويني فايشناو.
ويواصل هذا الاجتماع، الذي يتزامن مع الذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية بين الهند وسنغافورة، زخم الزيارات رفيعة المستوى والتبادلات بين البلدين. ويعكس هذا الإنجاز الأهمية التي توليها الدولتان لعلاقاتهما الثنائية والتزامهما المشترك بتوسيع التعاون بما يحقق المصالح المتبادلة، وفقًا للبيان.
وتتميز العلاقات بين الهند وسنغافورة بعمقها واتساع نطاقها، ويصادف عام 2025م الذكرى السنوية العاشرة للشراكة الاستراتيجية.
وفي وقت سابق من هذا العام، زار رئيس سنغافورة ثارمان شانموغاراتنام إلى الهند، والتقى بالرئيسة مورمو، ورئيس الوزراء ناريندرا مودي. وفي سبتمبر 2024م، زار رئيس الوزراء مودي إلى سنغافورة، والتقى برئيس سنغافورة ورئيس وزرائها وقادة آخرين.
واتفق البلدان، خلال تلك الزيارة، على الارتقاء بعلاقاتهما إلى شراكة استراتيجية شاملة، بما يعكس تنامي الروابط بينهم. تظلّ الشراكة الاقتصادية ركيزة أساسية، ترتكز على اتفاقية التعاون الاقتصادي الشامل الموقَّعة عام 2005م. وقد ارتفع حجم التجارة الثنائية من 20 مليار دولار سنغافوري في عام 2005م إلى 52.2 مليار دولار سنغافوري في عام 2023م.
وتُعدّ سنغافورة أكبر مستثمر أجنبي في الهند، حيث تمثل 24% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الهند منذ عام 2000م. كما ارتفعت الاستثمارات الهندية في سنغافورة من 481 مليون دولار سنغافوري في عام 2004م إلى نحو 31.6 مليار دولار سنغافوري في عام 2023م.
وتستثمر الشركات السنغافورية بنشاط في قطاعات متعددة في الهند، مثل التصنيع، والاستدامة، ومراكز البيانات، والابتكار التكنولوجي. كما تُعدّ سنغافورة مركزًا إقليميًا للعديد من الشركات الناشئة الهندية، وخاصة في مجالي التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الصحية.
وفيما يتعلق بالاستدامة، تتعاون الدولتان في تطوير حدائق صناعية من الجيل التالي، التي تعزز النمو الاقتصادي والتنمية منخفضة الكربون، بما في ذلك إطار عمل مشترك لـ "الحدائق الصناعية الخالية من الانبعاثات الكربونية"، بالتعاون مع ولاية تاميل نادو، والذي تم إطلاقه في يونيو 2025م.
وفي مجال التحول الرقمي، أطلق كلّ من هيئة النقد في سنغافورة والبنك الاحتياطي الهندي في فبراير 2023م رابطًا للمدفوعات الفورية بين نظام "باي ناو" ونظام "واجهة المدفوعات الموحدة" في الهند، مما يتيح تحويل الأموال بشكل فوري.
وتم تطوير التعاون في سوق رأس المال من خلال "غيفت سيتي" حيث ترتبط بورصة سنغافورة بالبورصة الوطنية الهندية. وهي منصة لتداول المشتقات المالية التي أُنشئت في مدينة غوجارات، وهي الأولى من نوعها قائمة بين سنغافورة والهند. ويجري العمل على وضع خطط لاستكشاف تدفقات البيانات عبر الحدود من خلال ممر تجريبي في "غيفت سيتي".
ويشهد التعاون في مجال الأمن السيبراني نموًا أيضًا، ويتجلى ذلك في الحوار الأول بشأن السياسة السيبرانية بين الهند وسنغافورة، الذي انعقد في أكتوبر 2024م، حيث تبادلت الوكالات وجهات النظر حول الاستراتيجيات السيبرانية الوطنية والتعاون.
اقرأ أيضًا: مودي لزيلينسكي: الهند ملتزمة ببذل كل جهد لإنهاء النزاع
ويتميز الربط بين البلدين بترابط قوي، حيث تدير هيئة موانئ سنغافورة أربع محطات بحرية في الهند منذ أكثر من 25 عامًا. وتمتلك الخطوط الجوية السنغافورية حصة 25.1% في الخطوط الجوية الهندية.
وبالإضافة إلى ذلك، يهدف كلا البلدين إلى إنشاء ممر شحن أخضر ورقمي لتسهيل الشحن المستدام وتجارة الوقود الأخضر.
ويُتوقع أن الاجتماع الثالث للمائدة المستديرة الوزارية بين الهند وسنغافورة سيعمل معًا على تعزيز شراكتهما الاستراتيجية وتعزيز التعاون عبر مختلف القطاعات لتعزيز النمو والازدهار المتبادلين.