موسكو
ركز وزير الشؤون الخارجية الهندي، إس. جايشانكار، الأربعاء، على إزالة الحواجز التجارية التعريفية وغير التعريفية، وتحسين البنية اللوجستية، وتعزيز الترابط من خلال ممرات استراتيجية كبرى مثل الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب وممر تشيناي–فلاديفوستوك.
وأشار جايشانكار إلى أن تبسيط آليات الدفع والانتهاء من برنامج التعاون الاقتصادي حتى عام 2030م من الأولويات الرئيسية، مؤكداً أن الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي يعملان على الإسراع في إبرام اتفاقية التجارة الحرة، بعد الانتهاء من وثيقة الشروط المرجعية خلال الجلسة.
وخلال كلمته في اللجنة الحكومية الهندية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والثقافي في موسكو، استعرض جايشانكار أبرز نقاط أجندة التعاون، موضحًا أن معالجة الحواجز التجارية وإزالة العقبات اللوجستية وتعزيز الربط عبر ممرات النقل الدولية، إلى جانب تسهيل آليات الدفع وإنجاز برنامج التعاون الاقتصادي في الوقت المحدد، تأتي في مقدمة الأولويات، وقال: "اسمحوا لي أن أستعرض بعض الملامح البارزة لأجندتنا المشتركة. ومن بين العناصر الرئيسية لأجندتنا المشتركة هي معالجة الحواجز التجارية التعريفية وغير التعريفية، وإزالة العقبات في سلاسل الخدمات اللوجستية، وتعزيز الربط من خلال ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، وطريق البحر الشمالي، وممر تشيناي–فلاديفوستوك، وتسهيل آليات الدفع، والانتهاء من برنامج التعاون الاقتصادي في الوقت المناسب وتنفيذه حتى عام 2030م، إضافة إلى الإسراع في إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتي تم الانتهاء من وثيقة شروطها المرجعية اليوم، وأخيرًا، تعزيز التواصل المنتظم بين الأعمال في البلدين".
Co-chaired an extremely productive 26th India-Russia Inter-Governmental Commission on Trade, Economic, Scientific, Technological and Cultural Cooperation IRIGC-TEC along with First DPM Denis Manturov of Russia today.
— Dr. S. Jaishankar (@DrSJaishankar) August 20, 2025
We had detailed discussions on our cooperation in a… pic.twitter.com/fJHqjjloY4
وأكد أن هذه الجهود ستساعد ليس فقط في معالجة اختلال الميزان التجاري وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، بل ستسرع أيضاً تحقيق الهدف المحدث للوصول إلى حجم تجارة يبلغ 100 مليار دولار بحلول عام 2030م.
وذكر جايشانكار أن حجم التبادل التجاري بين الهند وروسيا بلغ رقماً قياسياً بقيمة 68 مليار دولار خلال 2024-2025م، لكنه أشار إلى وجود اختلال كبير في الميزان التجاري بقيمة 58.9 مليار دولار، مما يستدعي إجراءات عاجلة لمعالجته.
وأشار إلى أن الفجوة في الميزان التجاري تضاعفت تسع مرات خلال الأربع سنوات الماضية، مطالباً باتخاذ تدابير لتعزيز الصادرات الهندية وتنويع سلة التجارة الثنائية.
وقال جايشانكار: "على مدى السنوات الأربع الماضية، ارتفعت تجارتنا الثنائية في السلع، كما أشرتم، بأكثر من خمسة أضعاف، من 13 مليار دولار في عام 2021م إلى 68 مليار دولار في 2024-2025م، ولا تزال في ازدياد. ومع ذلك، فقد رافق هذا النمو اختلال كبير في الميزان التجاري، إذ ارتفع العجز من 6.6 مليار دولار إلى 58.9 مليار دولار، أي ما يقارب تسعة أضعاف. لذا، من الضروري معالجة هذا الخلل بشكل عاجل".
واقترح أن تتبنى فرق العمل واللجان الفرعية نهجاً أكثر إبداعاً وابتكاراً، مع التركيز على تسوية المدفوعات بسلاسة، وتحسين اللوجستيات، وإنشاء مشاريع مشتركة، معرباً عن اعتقاده بأن اللجنة الحكومية الهندية الروسية ستسهم في رفع كفاءة التعاون الاقتصادي.
وقال: "ربما ينبغي على مجموعات العمل واللجان الفرعية المختلفة أن تتبنى نهجًا أكثر إبداعًا وابتكارًا في التعامل مع أجنداتها الخاصة. فالتحديات التي تفرضها الصورة الأشمل التي أشرتُ إليها تتطلب منا ذلك، وينبغي أن يتم ذلك بطريقة تحقق المنفعة للطرفين. لذا، عندما نتحدث اليوم، كما تفضلتم، عن تسوية المدفوعات بسلاسة ، وتحسين الخدمات اللوجستية، وتنويع سلة التجارة، وإنشاء المزيد من المشاريع المشتركة، وتعزيز المهارات والتنقل، فهذه بعض المجالات التي يجب أن نركّز عليها بفاعلية أكبر".
وأكد ضرورة توسيع الأجندة من خلال التشاور المتبادل لاستغلال الإمكانات الكاملة للعلاقات التجارية والاستثمارية، داعياً إلى عدم التمسك بالمسارات التقليدية، بل إلى القيام بالمزيد وبطرق مختلفة، وقال: "يجب علينا أن نواصل تنويع وتوسيع أجندتنا من خلال التشاور المشترك. سيساعدنا ذلك على استغلال الإمكانات الكاملة لعلاقاتنا التجارية والاستثمارية. ولا ينبغي أن نظل عالقين في المسارات التقليدية، بل يجب أن يكون شعارنا القيام بالمزيد وبطرق مختلفة".
اقرأ أيضًا: وزير الخارجية جايشانكار يقوم بزيارة رسمية إلى روسيا خلال الفترة 19 -21 أغسطس
وشدد على أهمية وضع أهداف واضحة وجداول زمنية محددة، ليتمكن الطرفان من تحدي أنفسهم وتحقيق المزيد، مشيراً إلى ضرورة أن تلتزم كل مجموعة عمل بلجنة فرعية بهدف واحد على الأقل وتسعى لتحقيقه بإصرار.
واقترح عقد اجتماعَين بين الجلسات الرسمية للجنة، بما في ذلك اجتماع نصف مرحلي افتراضي لاستعراض التقدم، مشدداً على أهمية تعيين جهة تنسيق مركزية من كل جانب لضمان التواصل المستمر.
كما اقترح إنشاء آلية تنسيق بين منتدى الأعمال ومجموعات العمل المختلفة لتسهيل تدفق المعلومات بين صانعي السياسات وقطاع الأعمال، مؤكداً رغبة الهند وروسيا في جعل اللجنة أكثر تركيزاً على النتائج وفاعلية لخدمة مجتمع الأعمال.
وختم جايشانكار بالقول إن اللجنة الحكومية الهندية الروسية تُعد آلية حاسمة للتحضير للقمة السنوية المرتقبة في نهاية العام، مشدداً على أن العمل والنتائج المشتركة هي الأساس الحقيقي لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأكد قائلاً: "إن جهودنا والإنجازات التي نقدمها هي الأساس الحقيقي لتعزيز العلاقات بين الهند وروسيا".