توتر العلاقات التجارية بين واشنطن ونيودلهي يثير قلق خبراء السياسة الخارجية

03-09-2025  آخر تحديث   | 03-09-2025 نشر في   |  أحمد      بواسطة | ANI 
إدوارد برايس، الأستاذ المساعد في جامعة نيويورك
إدوارد برايس، الأستاذ المساعد في جامعة نيويورك

 


نيويورك

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة انتقادات حادة في الداخل بسبب فرضه رسومًا جمركية "غير معقولة" على الهند، فيما نصح بعض الخبراء بضرورة إلغائها بالكامل وتقديم اعتذار.

وقال إدوارد برايس، الأستاذ المساعد في جامعة نيويورك، إن للهند "دورًا حاسمًا" في تشكيل ملامح القرن الحادي والعشرين، مؤكدًا أن العلاقات بين واشنطن ونيودلهي "محورية"، ومعربًا عن استغرابه الشديد من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال: "إنني أعتبر الشراكة بين الهند والولايات المتحدة الأهم في القرن الحادي والعشرين، فهي التي سترسم مسار العلاقات مع كلٍّ من الصين وروسيا. فالهند تمتلك الصوت الحاسم في هذا القرن، وتُعد لاعبًا رئيسًا مرشحًا لمزيد من القوة والنفوذ. ولا أستطيع أن أفهم كيف يفرض رئيس الولايات المتحدة، وهو في مواجهة مع الصين وفي حالة صدام مع روسيا، رسومًا جمركية بنسبة 50% على الهند. نحن بحاجة إلى إلغاء هذه الرسوم فورًا وخفضها إلى مستوى أكثر معقولة، بل أقترح أن تُلغى تمامًا ويُقدَّم الاعتذار".

وأشاد برايس برئيس الوزراء ناريندرا مودي، معتبرًا إياه "ذكيًا للغاية"، إذ ذكّر الولايات المتحدة بأن لدى الهند خيارات أخرى، من دون أن تنخرط كليًا في تحالف روسيا–الصين، وهو ما بدا جليًا في امتناعه عن مشاركته في العرض العسكري في بكين.

ورأى برايس أن الهند لن تقع يومًا تحت النفوذ الصيني، نظرًا لسيادتها المستقلة وعقلية صانعي قرارها، مضيفًا أن الهند تتخذ خياراتها بنفسها ولن تنحاز بشكل كامل إلى هذا الطرف أو ذاك.

وأضاف برايس: "لا وجود لما يُسمى منطقة نفوذ لموسكو، وهذه هي المشكلة الكبرى التي يواجهها بوتين، إذ يسعى لإحياء الإمبراطورية السوفيتية القديمة. والواقع اليوم أنه لا توجد منطقة نفوذ روسية، بل هناك منطقة نفوذ صينية باتت روسيا جزءًا منها. وإذا كان السؤال ما إذا كانت الهند في عهد مودي تنضم طوعًا إلى هذه المنطقة – أي منطقة النفوذ الصينية – فالإجابة لا. ويجب أن نتذكر دائمًا أن الهند دولة ذات سيادة مستقلة وذات حضارة عريقة، تتخذ قراراتها بنفسها. ولا يمكن للهند أن تضع قدميها بشكل دائم في جانب واحد من الخط أو الآخر، خصوصًا وهي ترى ما حدث لروسيا، التي أصبحت عمليًا ضحية شكل من أشكال الغزو الاقتصادي الصيني".

وفي معرض تعليقه على اتهامات مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جيك سوليفان بأن دونالد ترامب يضحّي بعلاقات واشنطن مع الهند لصالح مصالح أسرته التجارية في باكستان، أوضح برايس أن لدى ترامب بالفعل مصالح مالية نشطة، غير أنه شدّد على أنه من "المستحيل" الوصول إلى جوهر ما هي تلك المصالح بشكل قاطع.

اقرأ أيضًا: حين تبتعد واشنطن… تقترب طوكيو وبكين وموسكو من نيودلهي

وتشير هذه التقديرات إلى تزايد القلق بين خبراء السياسة الخارجية بشأن التداعيات المحتملة طويلة الأمد للتوترات التجارية الراهنة بين الهند والولايات المتحدة على مجمل التعاون الاستراتيجي بين أكبر ديمقراطيتين في العالم.