دبي
تحتفي دولة الإمارات بالجالية الهندية عبر احتفال جماهيري كبير يُقام في حديقة زعبيل بدبي يوم 26 أكتوبر الجاري، بحضور نورة الكعبي، وزيرة دولة في الإمارات، وأمارناث، القائم بالأعمال في سفارة الهند لدى الدولة، إلى جانب نخبة من الدبلوماسيين والشخصيات الاقتصادية والاجتماعية من أبناء الجالية الهندية في دولة الإمارات.ويأتي هذا الحدث للسنة الثانية على التوالي، تأكيدًا على عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات والهند، واحتفاءً بمساهمات الجالية الهندية في مسيرة التنمية والتنوع الثقافي في الدولة.
ويعكس تنظيم الاحتفالية الكبرى التي تنظمها صفحة "الإمارات تحب الهند"، رسوخ وتميز العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، على كافة المستويات، وروابط الصداقة التي تربط بين الشعبين، والتقدير الكبير الذي يحظى به أبناء الجالية الهندية في الدولة، من خلال مشاركتهم الاحتفاء بخصوصية موروثهم الثقافي والحضاري.
وتترجم أجندة الحدث، الذي من المتوقع أن يحضره أكثر من 70 ألف شخص، التنوع الثري للثقافة والفنون والفلكلور الهندي، وتعكس انسجامه وخصوصيته وعالميته، حيث تضم برنامجًا متنوعًا من الفعاليات الثقافية والفنية والعروض الموسيقية والأنشطة التراثية التي تعبر عن مختلف جوانب تاريخ وثقافة وموروث الهند، ومساهمات الجالية الهندية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات.
ويتضمن المهرجان فقرة تكريمية لنماذج بارزة من أصحاب الإنجازات من أبناء الجالية الهندية المقيمة بالإمارات، فيما يمثل برنامجه الثري الذي يجمع بين الترفيه والثقافة والحرف التقليدية، فرصة لأن يعيش زواره أجواءً مستلهمة من خصوصية تاريخ الهند العريق وثقافته وحضارته الأصيلة عبر مجموعة العروض الفنية الاستعراضية والموسيقية والرقصات الشعبية، والعروض الحية للعائلات والأطفال، إلى جانب معارض الحِرَف اليدوية والمنتجات التقليدية التي تشتهر بها المدن والقرى الهندية، والأماكن المخصصة لبيع المأكولات التقليدية، فضلاً عن التجارب التفاعلية التي تحتفي بخصوصية التراث والثقافة والفنون الهندية.
وترسخ دولة الإمارات عبر تنظيم هذه النوعية من الفعاليات الكبرى المحتفية بثقافات الشعوب وأبرز مناسباتها الوطنية والتاريخية والشعبية، أواصر التعاون والصداقة والعلاقات الإيجابية التي تربطها مع كافة دول العالم، على مختلف المستويات، لا سيما على الصعيد الشعبي، وبما يسهم في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين أبناء مختلف الثقافات، ويعكس النجاح الكبير الذي حققته في توفير بيئة من التعايش والتجانس تتيح للجميع العيش بسلام وتناغم، مرسخة نموذجًا عالميًا يحتذى به في احترام التنوع والتعددية الثقافية.
ويشكل أبناء الجالية الهندية جزءًا متناغمًا من نسيج مجتمع الإمارات المتجانس، كما ينعكس حجم الجالية الهندية بشكل إيجابي في تعميق الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين البلدين، ونقلها إلى آفاق أوسع وأرحب.
وتستمد العلاقات الإماراتية - الهندية خصوصيتها، وتميزها من تاريخ طويل من العلاقات وروابط الصداقة المتجذرة والممتدة بين شعبي البلدين، تُوّجت في وقت مبكر بتوقيع الاتفاقية الثقافية بين البلدين الصديقين، في يناير عام 1975م، كما شهدت في يناير 2017م، نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، إذ شهدت التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى جانب 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم أخرى بين البلدين في مجالات مختلفة، فيما يسهم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين في زيادة الاستثمار والتدفقات التجارية بينهما، وزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي غير النفطي إلى 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030م.
اقرأ أيضًا: مدينة لكناؤ: ملتقى الفن والأدب والتراث الإسلامي في شمال الهند
ويواصل البلدان جني ثمار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة بينهما في فبراير 2022م، حيث أحدثت الشراكة الواعدة منذ دخولها حيز التنفيذ في مايو 2022م نقلة نوعية في العلاقات التجارية والاستثمارية بين الجانبين، انعكست بوضوح في معدلات نمو تدفقات التجارة والاستثمار بين الجانبين، وصولاً إلى تسجيل 37.6 مليار دولار خلال النصف الأول من 2025م، بنمو 33.9% مقارنة بالفترة نفسها من 2024م، وفق ما ذكرت وكالة "وام".