إحسان فاضلي/سريناغار
فُتح ضريح "حضرة بال"، أحد أقدس المزارات الإسلامية في العالم، في مدينة سريناغار بجامو وكشمير، أمام الجمهور بحُلّته المهيبة والرائعة عشية الاحتفال بالمولد النبوي، ذكرى ميلاد النبي محمد ﷺ، حيث يُحفَظ الأثر الشريف بداخله.
وحين افتتحت الدكتورة درخشان أندرابي، أول امرأة تتولى رئاسة مجلس للأوقاف في الهند، الضريح بعد ترميمه، أُصيب الحاضرون بالدهشة وهم يشاهدون جدرانه الرتيبة وقد تحوّلت إلى مخزن للتحف المحلية والنقوش الإسلامية، فيما ازدانت أرجاؤه الداخلية بضوء يتسلّل من ثريات متلألئة تعمل بنظام رقمي، فأنارت المكان وأضفت عليه بهاءً جديدًا.
والضريح الجديد مجهّز أيضًا بأنظمة رقمية لمواكبة متطلبات العصر المتغيّر.وتم تركيب نظام كهربائي رقمي جديد بالكامل مع تزويد الداخل بنظام تكييف هوائي متكامل، واستبدال نظام الصوت القديم بآخر رقمي حديث.وقد استُخدمت نقوش من الذهب الخالص، وفن "الخاتمبند"، و"البابيه ماشيه"، و"البنجره كاري"، والخط العربي، وفن الزجاج في إطارات منسقة ومصممة باحترافية، لمنح الديكورات الداخلية مظهرًا جديدًا.
وجاء في بيان مجلس الأوقاف: "إن الثريات البهيّة المنقوشة بآيات قرآنية تزيد الضريح جمالًا وبهاءً، وقد مُنِحت النورخانة في الضريح طابعًا سحريًّا"، وبهذا الوصف أُشير إلى الأعمال التي أُنجزت في إطار هذا المشروع المرموق.
وبحسب مصادر لمجلس الأوقاف، فقد أشرفت الدكتورة أندرابي عن كثب على أعمال البناء والتجميل التي استمرت عامًا كاملًا.
وجرى حفل الافتتاح وسط الأناشيد والمدائح النبوية والصلاة على النبي ﷺ، مما أضفى أجواء روحانية مهيبة.
وكان مجلس أوقاف جامو وكشمير قد أطلق هذا المشروع الضخم العام الماضي، متضمنًا إعادة بناء الجدران الداخلية وتلبيسها باستخدام الحرف والفنون التراثية المحلية.
وهنّأ وزير شؤون الأقليات كيرين ريجيجو، الذي كان قد زار الضريح في وقت سابق، الدكتورة درخشان أندرابي على افتتاح مشروع تطوير الضريح. كما شارك عبر منصة إكس،فيلمًا قصيرًا عن "حضرة بال" جاء فيه:"أهنئ الدكتورة درخشان أندرابي ومجلس أوقاف جامو وكشمير على قيادتهم لعملية الترميم التاريخية لضريح حضرة بال. بعد عام 1968م، يُعدّ هذا أول تحول كبير في التصميم الداخلي للضريح. ويمزج التصميم الجديد بين الحداثة والفن التقليدي الكشميري. وإنه إنجاز ثقافي نفخر به في إرث جامو وكشمير الروحي...".
ويكتظّ الضريح بالمصلين من مختلف أنحاء الوادي في المناسبات الخاصة مثل الأعياد، حيث يُعرض " الأثر الشريف" وهو شعرة من شعر النبي ﷺ، والمحفوظ في صندوق زجاجي أمام الجمهور من الطابق الأول للمبنى.
كما يقيم الضريح مهرجانه السنوي الذي يستمر أسبوعًا كاملًا، ويبدأ يوم السبت وينتهي يوم الجمعة.
وقالت الدكتورة درخشان أندرايي: "إنه لنعمة أن نفتتح هذا المشروع قبيل الاحتفالات بالمولد النبوي. ولقد جعل مشروع البناء المتطور هذا الضريحَ أجمل مزارات البلاد والمنطقة".
وأضافت أن هذا كان مشروع حلمها، وأن اكتماله قد ملأ قلبها امتنانًا لله الذي وفّقها في تحقيقه. وأوضحت أنها منذ يومها الأول في المنصب، عملت مع فريقها بجد لإيجاد بنية تحتية أفضل وأكثر جمالًا في الضريح لتيسير أمور الزائرين.
كما أعلنت أن مشروعات مجلس الأوقاف في مجالي البنية التحتية والتنمية ستستمر، وقد عُرض في هذه المناسبة فيلم وثائقي عن المشروع الضخم.
ويُعَدّ ضريح "حضرة بال"، المطل على بحيرة دال وتلال زاباروان، أقدس المزارات في كشمير.