بنغالورو
فازت الكاتبة الكنادية بانو مشتاق، مساء الثلاثاء، بجائزة بوكر الأدبية الدولية عن مجموعتها القصصية "هارت لامب" (مصباح القلب) التي تُجسّد ببراعة الحياة اليومية للنساء والفتيات في المجتمعات المسلمة بجنوب الهند
وتروي المجموعة القصصية التي كُتبت بالكانادية، اللغة المحلية في جنوب الهند، جوانب من حياة العديد من النساء المسلمات اللواتي يعانين من التوترات الأسرية والمجتمعية. وهذا أول كتاب باللغة الكانادية يحصل على هذه الجائزة الدولية المرموقة التي تم تقديمها في حفل أقيم في لندن مساء الثلاثاء وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 59 ألف يورو) يتمّ تقاسمها بين المؤلّفة والمترجمة ديبا بهاستي.
وهذه هي المرة الثانية خلال ثلاث سنوات التي تُمنح فيها الجائزة لكتاب هندي، بعد فوز جيـتانجلي شري والمترجمة ديزي روكويل عام 2022م عن رواية "ضريح الرمل" (Tomb of Sand).
وبدأت بانو مشتاق كتابة أولى قصصها القصيرة وهي لا تزال طالبة في المدرسة الإعدادية بمدينة حسن بولاية كارناتاكا في خمسينيات القرن الماضي. واليوم، وبعد أكثر من ستة عقود، تُتوَّج هذه الرحلة الإبداعية بفوزها بجائزة بوكر الدولية في عمر السابعة والسبعين، بصفتها كاتبة ومحامية وناشطة اجتماعية.
والكتاب الفائز "مصباح القلب"، هو مجموعة تضم 12 قصة قصيرة كُتبت على مدى 30 عامًا، وتتناول ببراعة ودفء تفاصيل الحياة اليومية للنساء المسلمات في كارناتاكا، بأسلوب يجمع بين الذكاء والرقي. وقد تفوق الكتاب على خمس مجموعات أخرى من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد هذا الكتاب أول مجموعة قصصية تفوز بالجائزة السنوية التي تُمنح لأفضل عمل روائي تُرجم إلى اللغة الإنجليزية.
وقالت الكاتبة عند حصولها على الجائزة "أقبل هذا الشرف العظيم ليس كفرد، بل كصوت يقف مع العديد من الآخرين"، واصفة فوزها بأنه لحظة "لا تصدّق".
ومن جانبه، قال رئيس لجنة التحكيم ماكس بورتر، إن الكتاب "شيء جديد حقا للقراء الناطقين باللغة الإنجليزية.. قصص جميلة مليئة بالحياة". وكان بورتر استبق الإعلان عن فوز مشتاق بالإشادة "بالكتب التي تتحدّى السلطات من السودان إلى أوكرانيا والصين وإريتريا وإيران وتركيا، في كل مكان".
وجائزة بوكر الدولية هي جائزة أدبية تُمنح لكتّاب خياليّين. وكانت الجائزة تُمنح كل عامين لكنّها أصبحت منذ 2016م تُمنح كل عام.
وفي العام الماضي، فازت ببوكر الدولية الرواية الألمانية "كايروس" للكاتبة جيني إيربنبيك والتي ترجمها مايكل هوفمان.
وتُعد بانو مشتاق من الأسماء البارزة في ولاية كارناتاكا، وقد بدأت مسيرتها الأدبية في سبعينيات القرن الماضي، وخلّفت أثرًا بارزًا من خلال دفاعها الجريء والصريح عن حقوق المرأة وحرياتها. وقد أدّى موقفها الصدامي هذا إلى تعرضها لسلسلة من التهديدات، والمقاطعة الاجتماعية، بل وحتى محاولة طعن نجت منها.
وكانت الاضطرابات الداخلية التي عاشتها تنعكس كثيرًا في شخصيات بطلاتها، حتى إنها وصلت في أواخر عشرينياتها، وهي أم شابة، إلى حافة الانتحار. لكنها استطاعت تجاوز تلك المحنة أيضًا، وواصلت نضالها وحضورها الأدبي بقوة.