أبرار أحمد حسن محمد/كيرالا
اختتمت فعاليات "قمة اللغة العربية" بنسختها الرابعة، التي أقيمت خلال الفترة من 14 إلى 19 سبتمبر 2025م، بتنظيم مشترك من أكاديمية العيون، وكلية إيم. إي. إس ممباد، بالتعاون مع قسم اللغة العربية بجامعة كاليكوت، وكلية سُلَّم السلام العربية.
وقد جاءت هذه القمة استمرارًا للجهود العلمية التي تعزز حضور اللغة العربية عالميًا، وتوفر منصة تجمع بين الخبراء والممارسين والطلبة لمناقشة التحديات الراهنة والفرص المستقبلية في مجال اللغة والترجمة.
وافتتحت القمة بمحاضرة تناولت العلاقة بين الترجمة والذكاء الاصطناعي، قدّمها الأستاذ طاهر مختار حسان، مسلطًا الضوء على التحديات والفرص التي توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي للمترجمين. وتوالت بعد ذلك المحاضرات المتخصصة، من بينها محاضرة الدكتور محمد منير حول الترجمة القانونية، التي ناقشت دقة المصطلح وأهمية المعرفة القانونية واللغوية المعينة في هذا المجال، إضافةً إلى محاضرة الدكتور عظيم أنور خان حول دور اللغة في الحوكمة متعددة الثقافات، والتي أبرزت البُعد الدبلوماسي للغة وأثرها في التقارب بين الشعوب.
وشهد اليوم الرابع من القمة مناقشة الترجمة الإعلامية، من خلال محاضرة ألقاها الدكتور تاج آلُوَا، الذي ناقش التحديات التي تواجه المترجم في بيئات الإعلام السريعة والمتغيرة، مع التأكيد على أهمية مواكبة التطورات التقنية في هذا المجال. وفي اليوم الخامس، استعرض الدكتور محمود عبد الفقيه أبرز الأخطاء الشائعة في الترجمة الآلية باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مقدمًا توصيات لتحسين الأداء والنتائج في هذا النوع من الترجمة.
وانتهت القمة بمحاضرة الدكتور عيسى علي محمد علي حول الإمكانيات والحدود التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي على مهنة الترجمة، مع دعوته إلى التوازن بين التطوير التكنولوجي والخبرة البشرية.
وتميزت القمة بمشاركة مميزة من مختلف الشخصيات الأكاديمية والمهنية، وذلك مع تفاعل كبير من الحضور الذين أبدوا اهتمامًا واسعًا بالقضايا المطروحة، وناقشوا سبل النهوض بواقع اللغة العربية وترسيخ مكانتها في ظل الثورة الرقمية والتقنية العالمية. وقد أسهم تنوع المحاضرات وتخصصاتها في إثراء الحوار الأكاديمي، وفتح مجالات جديدة للبحث والتطوير في حقول الترجمة والتعليم اللغوي.
اقرأ أيضًا: باحثان من الجامعة الملية الإسلامية يحصلان على جائزة دولية مرموقة في الفيزياء
وفي ختام القمة، صدرت توصيات عدة دعت إلى تقوية التكامل بين التقنيات الحديثة والمهارات اللغوية المتخصصة، وأكّدت على ضرورة تطوير مناهج تعليم اللغة العربية بما يواكب المستجدات، إضافةً إلى دعم البحث العلمي في قضايا الترجمة واللغة.
كما عبّر المشاركون عن تقديرهم العميق لهذه المبادرة المعرفية، التي جمعت بين الجانبين الأكاديمي والعملي، وأسهمت في تقديم أوجه عملية لتطوير واقع اللغة العربية في العالم المعاصر.