نيودلهي
بعد الاستقلال، أدى الإداريون دورًا لا يُقدَّر بثمن في تقدم البلاد. ويتم اختيار نحو 3 إلى 5 بالمئة من المسلمين سنويًا ضمن الناجحين في امتحانات الخدمة المدنية التي تُجريها لجنة الخدمة العامة المركزية الهندية (UPSC). فيما يلي قائمة بأبرز 10 بيروقراطيين مسلمين بارزين في الهند:
سيد أكبر الدين
سيد أكبر الدين هو دبلوماسي هندي من دفعة عام 1985م في السلك الخارجي الهندي. كانت فترة عمله كممثل دائم للهند لدى الأمم المتحدة في نيويورك، من يناير 2016 حتى أبريل 2020، مميزة ولا تُنسى حتى بالنسبة للمواطن الهندي العادي. أدى دورًا محوريًا في إدراج الإرهابي الباكستاني مسعود أظهر، زعيم تنظيم "جيش محمد"، ضمن قائمة الإرهابيين العالميين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما عزز دور الهند القيادي في قضية تغير المناخ، من خلال إنشاء "حديقة غاندي الشمسية".
واشتهر أكبر الدين أيضًا خلال فترة عمله كمتحدث رسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية (2012–2015)، حيث نال تقديرًا واسعًا لمهاراته التواصلية. كما أدى دورًا مهمًا كممثل للهند لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. ومنذ تقاعده، يشغل منصب عميد في كلية كاوتيليا للسياسات العامة في حيدر آباد.
الدكتور إس. واي. قريشي
الدكتور إس. واي. قريشي، رئيس مفوضية الانتخابات السابق للهند، وأحد المخضرمين في الخدمة الإدارية، قام بدور مهم في تعزيز ديمقراطية الهند وجعلها أكثر شفافية ونزاهة. وكان موظفًا في الخدمة الإدارية الهندية من دفعة عام 1971م ضمن كادر ولاية هاريانا، وقد شغل منصب رئيس مفوضية الانتخابات السابع عشر للهند في الفترة من 30 يوليو 2010م حتى 10 يونيو 2012م. وكان أول ضابط مسلم في الهند يتولى هذا المنصب الرفيع.
كما شغل الدكتور قريشي منصب سكرتير وزارة شؤون الشباب والرياضة، ومديرًا عامًا للمنظمة الوطنية لمكافحة الإيدز.وقد قاد حملة "الجامعات تتحدث عن الإيدز" التي كانت أكبر برنامج توعوي في الهند حول فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
وهو مؤلف كتاب "An Undocumented Wonder: The Making of the GreatIndian Election"، وكتاب "Old Delhi – Living Traditions". كما حرر كتاب "The Great March of Democracy".
وكان الدكتور قريشي عضوًا في مجلس إدارة المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية خلال الفترة من 2012 إلى 2021م. ويشغل حاليًا منصب أستاذ فخري في مركز الابتكار العنقودي بجامعة دلهي. كما أدرج اسمه في قائمة صحيفة "إنديان إكسبريس" لأكثر 100 شخصية هندية تأثيرًا لعام 2010-2011.
نجيب جنج
نجيب جنج، ضابط في الخدمة الإدارية الهندية من دفعة عام 1973م ومن كادر ولاية مادهيا براديش، ساهم بشكل فاعل في صياغة السياسات في مجالات مثل الطاقة والتعليم. وشغل عدة مناصب مهمة، منها في وزارة الصلب، ووزارة البترول والغاز الطبيعي، والبنك الاحتياطي الهندي (RBI). وتقاعد طوعًا من الخدمة في عام 1999م وعمل بعدها كخبير في شؤون الطاقة لدى البنك الآسيوي للتنمية، ومعهد أكسفورد لدراسات الطاقة.
وشغل نجيب جنج منصب شيخ الجامعة الملية الإسلامية في الفترة من 2009 إلى 2013م، ثم تولى منصب نائب الحاكم لدلهي من 2013 إلى 2016م. وقد ألّف العديد من التقارير حول إصلاح التعليم، والعدالة الاجتماعية، وسياسات الطاقة.
جاويد عثماني
جاويد عثماني هو ضابط صاحب رؤية من دفعة عام 1978م في الخدمة الإدارية المدنية ضمن كادر ولاية أترا برديش. وخلال مسيرته المهنية التي امتدت لأربعة عقود، شغل العديد من المناصب العليا على مستوى حكومة الولاية والحكومة المركزية. ويُعرف عثماني بنزاهته وكفاءته وتمسكه بالمبادئ، مع تركيزه على إصلاح السياسات والأعمال التي تخدم المصلحة العامة.
وعثماني، خريج جامعة هارفارد، خدم في وزارة التجارة، ولجنة التخطيط، والبنك الدولي. وفي ولاية أترا برديش، ارتقى إلى منصب السكرتير الرئيس لكبير الوزراء. وخلال فترة عمله كالسكرتير الرئيس، ركّز على الحوكمة الإلكترونية، والشفافية، والمراقبة الفعالة للبرامج الحكومية. وبعد تقاعده، يواصل جاويد عثماني ارتباطه بالحياة العامة من خلال مناقشة السياسات وكتابة المقالات.
الدكتور سيد ظفر محمود
الدكتور سيد ظفر محمود هو ضابط بارز سابق في الخدمة المدنية الهندية، ومصلح اجتماعي معروف، وحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة علي كراهالإسلامية.
وخلال عمله في مكتب رئيس الوزراء، شغل منصب مسؤول خاص في اللجنة العليا التي شكلها رئيس الوزراء لشؤون المسلمين (والتي عُرفت لاحقًا باسم "لجنة ساتشار"). وقد قدمت اللجنة تقريرًا شاملًا حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي للمجتمع المسلم في الهند. كما خدم أيضًا في دائرة ضريبة الدخل.
وأسس الدكتور سيد ظفر محمود "مؤسسة الزكاة الهندية" (Zakat Foundation of India)في عام 1997م، والتي قامت بأعمال جديرة بالثناء في مجالات التعليم، والصحة، وإعادة التأهيل للأيتام والأرامل والمحرومين. ومن خلال منصات مثل "التحالف بين الأديان من أجل السلام، كان رائدًا في تعزيز الحوار بين الأديان وتمكين التعليم.ويُعد الدكتور محمود من أبرز المناصرين للشمولية وحقوق الأقليات في الهند، وقد قدم مداخلات مؤثرة في جامعات ومحافل عالمية مثل جامعة هارفارد ولندن وغيرها.
سلمان حيدر
سلمان حيدر هو دبلوماسي هندي سابق مثّل سياسة الهند الخارجية بقوة في المحافل الدولية. وشغل منصب وكيل الخارجية الهندي في الفترة من 1 مارس 1995م إلى 30 يونيو 1997م، وكان أول مسلم يتولى هذا المنصب. وفيما بعد، عمل كمفوض سامٍ للهند لدى المملكة المتحدة.
وخلال مسيرته الدبلوماسية، شغل سلمان حيدر أيضًا منصب سفير الهند لدى الصين، كما عمل نائبًا للممثل الدائم للهند في الأمم المتحدة بنيويورك. وفي وزارة الشؤون الخارجية في نيودلهي، تولى مناصب بارزة مثل سكرتير الشؤون الشرقية، والمتحدث الرسمي، ورئيس دائرة المراسم.
الدكتور أوصاف سعيد
الدكتور أوصاف سعيد، ضابط كبير في السلك الدبلوماسي الهندي (IFS) من دفعة عام 1989م، وقد تولى خلال مسيرته الدبلوماسية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود مهاما متعددة تتعلق بالدبلوماسية الثقافية والسياسات الخارجية. وشغل منصب سكرتير الشؤون القنصلية، وجوازات السفر، والتأشيرات، وشؤون المغتربين في الخارج بوزارة الشؤون الخارجية. وبصفته سفيرًا، اتخذ العديد من المبادرات التاريخية على مستوى السياسات.
وخلال فترة عمله سفيرًا لدى المملكة العربية السعودية، تم تأسيس "مجلس الشراكة الاستراتيجية" في عام 2019م، مما أعطى تعاون الهند والسعودية توجهًا جديدًا. وفي عهده كسفير للهند، تم الاعتراف الرسمي باليوغا في السعودية. كما ترأس شبكة الأعمال الهندية السعودية، ووحّد صفوف الهنود المقيمين من خلال إنشاء منصات مثل "المنتدى الطبي" و"جمعية الصداقة". وأدى دورًا مهمًا في تأمين عودة المهاجرين الهنود بأمان خلال جائحة كوفيد-19.
والدكتور أوصاف سعيد كاتب غزير الإنتاج، وعاشق للأدب الأردي ومفكر ثقافي. كما ساهم في حفظ التراث الأدبي لوالده الشاعر المعروف "آواز سعيد".
تلميذ أحمد
تلميذ أحمد، دبلوماسي هندي من دفعة عام 1974م في السلك الدبلوماسي الهندي، ويُعد من الخبراء البارزين في شؤون غرب آسيا. وخلال مسيرته الدبلوماسية التي امتدت لأربعة عقود، ساهم في دفع أهداف السياسة الخارجية الهندية إلى الأمام. بدأ عمله في مهام دبلوماسية بدول مثل الكويت والعراق واليمن، وشغل منصب القنصل العام في جدة بين 1987 و1990م. كما اضطلع بأدوار مهمة في البعثات الهندية لدى نيويورك، ولندن، وبريتوريا.
وشغل تلميذ أحمد منصب سفير الهند لدى المملكة العربية السعودية (مرتين)، وسلطنة عُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة. وشغل منصب رئيس قسم الخليج والحج في وزارة الشؤون الخارجية (1998–2000)، وسكرتير إضافي في وزارة البترول (2004–2006)، ومدير عام المجلس الهندي للشؤون العالميةبين عامي 2006 و2007، حيث قدم خلال هذه المناصب خدمات جليلة للوطن. وقد منحته الحكومة السعودية "وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى" في عام 2011م تقديرًا لجهوده.
وبعد تقاعده، توجه إلى مجال التعليم، ويشغل حاليًا "كرسي رام ساتهي" في جامعة سيمبيوسيس الدولية بمدينة بوني. وقد ألّف أربعة كتب، ويُعد من أبرز المحللين المتخصصين في شؤون غرب آسيا.