المسلمون يشاركون في بناء معبد هندوسي بروح المحبة والتعايش في إحدى مناطق دلهي

22-07-2025  آخر تحديث   | 22-07-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
المسلمون يشاركون في بناء معبد هندوسي بروح المحبة والتعايش في إحدى مناطق دلهي
المسلمون يشاركون في بناء معبد هندوسي بروح المحبة والتعايش في إحدى مناطق دلهي

 


أونيكا ماهيشواري/نيودلهي

كانلالماني شُوكْلا، السادن في معبد لاكشمي نارايان الواقع في منطقة جعفر آباد بشمال شرق دلهي، يخطط لإعادة بناء المعبد الذي خدم فيه لمدة 23 عامًا. فقد كان في حالة من التردي ويحتاج إلى ترميم عاجل.

ونظرًا لوقوع المعبد في منطقة ذات أغلبية مسلمة، لم يكن من الممكن إعادة بنائه دون تعاون السكان المحليين.

وقال لالماني شوكلا لـ"هندستان لايف": "تمكّنا بطريقة ما من جمع المال، لكن المساعدة الحقيقية جاءت من إخوتنا المسلمين وعضو المجلس التشريعي بدلهي، تشودري زبير أحمد. ولقد قال بوضوح: 'أيها الباندي، أنت تولَّ البناء، وإذا واجهت أي مشكلة فأخبرني، أنا معك".

ومؤخرًا، أُعيد بناء المعبد، وساهم فيه المجتمع المسلم المحلي بشكل فعّال.

ولم يقتصر دعم تشودري زبير أحمد، عضو المجلس التشريعي عن دائرة سِيلم بور، على الدعم المالي فحسب، بل أعرب عن حرصه على ألا تعيق أي عقبة سير العمل.

وقال: "كان والدي، متين أحمد، يعلّمنا دائمًا أن الإنسانية تعلو فوق كل شيء. وهذا المعبد يُعد تراثًا ثقافيًا لمنطقتنا، وبناؤه يحمل رسالة أخوّة وتعايش".

ومن اللافت أن منطقة شمال شرق دلهي شهدت قبل بضع سنوات أعمال شغب طائفية، أما اليوم، فإن المنطقة نفسها تبعث برسالة سلام ووحدة دينية.

ويقول السكان المحليون إن معبد لاكشمي نارايان بُني في عام 1957م. ومع مرور الوقت، تدهورت حالته لدرجة أن أسقفه بدأت بالانهيار، وتم التخلي عنه، إذ أصبح أداء طقوس العبادة داخل المعبد محفوفًا بالمخاطر.

وقررت لجنة إدارة المعبد إعادة بنائه.

ونظرًا لوقوعه في منطقة مكتظة بالسكان، ومعظمهم من المسلمين، فقد ناشد أعضاء اللجنة السكان المحليين بالتعاون. وكان الجيران المسلمون هم أول من مدّ يد العون.

ويقول لالماني شوكلا: "لو لم يدعمنا إخوتنا المسلمون، لما تمكّنا ربما من إنجاز البناء بهذه السرعة. فعندما كان لا بد من نقل مواد البناء عبر الأزقة الضيقة، سمحت العائلات المسلمة بمرور المواد من خلال منازلها. كما وفّروا لنا المياه من مضخاتهم الغاطسة لأعمال البناء. وحتى البرساد (الطعام المقدس) الذي قُدِّم يوم تنصيب الأصنام، تم إعداده في منزل بيتّو (وهو مسلم من أهل المنطقة)، وتعاونّا جميعًا في تنظيم البندارا (الوجبة المجتمعية)".

وقال أحد السكان، أكرم خان: "لم يكن هناك أي خلاف ديني في منطقتنا. سواء كان معبدًا أو مسجدًا، فكلها جزء من هويتنا المشتركة. وعندما علمنا بأن حالة المعبد سيئة، قررنا فورًا تقديم المساعدة".

وبعد إعادة البناء، نُظم احتفال كبير لتنصيب الأصنام وأداء طقوس العبادة الخاصة. وفي هذا اليوم، جلس أبناء الطائفتين، الهندوسية والمسلمة، معًا، وتناولوا البرساد، وأرسلوا رسالة أخوّة وتعايش.

وقال رئيس لجنة المعبد، رام كومار باندي: "هذه ليست مجرد إعادة بناء لمعبد، بل انتصار للمحبة والتعاون في المجتمع".

وحضر عضو المجلس التشريعي تشودري زبير أحمد أيضًا مراسم الاحتفال.

وبعد أيام قليلة من الانتهاء من بناء المعبد، أطلق زبير أحمد مخيم "سادبهافنا كانواد سيفا" في 16 يوليو.

وقد افتتحت المخيمَ زعيمة المعارضة في دلهي وكبيرة الوزراء السابقة أتيشي، حيث قالت: "إن هذا المخيم وإعادة بناء المعبد ردٌّ مناسب على من ينشرون الكراهية باسم الدين. فالهند الحقيقية هي حيث تقف المعابد والمساجد والغوردوارا جنبًا إلى جنب".

وقال تشودري زبير أحمد، إن هذا المخيم بدأه والده، متين أحمد، في عام 1994م. وفي كل عام، يوفّر المجتمع المسلم الطعام والماء والمأوى لأتباع شيفا، مؤكدًا أنه من السهل نشر الكراهية باسم الدين، ولكن نشر رسالة المحبة هو الخدمة الحقيقية.

ولا يعتبر السكان المحليون إعادة بناء المعبد مجرد حدث ديني، بل يرونه رسالة ثقافية تؤكد أن التنوّع هو القوة الحقيقية لدلهي. فعندما يبني الهندوس والمسلمون معًا معبدًا في منطقة ذات أغلبية مسلمة مثل جعفر آباد، فإن ذلك يشكّل نموذجًا مُلهمًا لبقية أنحاء البلاد.

اقرأ أيضًا: تزايد الطلب على الليتشي الهندية في الأسواق العربية

وقال أحد كبار السن من السكان: "لقد رأينا كيف كان الإخوة من الهندوس والمسلمين يعملون جنبًا إلى جنب، يرفعون الطوب، ويملأون الماء، ويُعدّون البرساد لبناء المعبد، فكان هذا المشهد أشبه بمهرجان حقيقي".

ولطالما كان تاريخ دلهي رمزًا للثقافة المشتركة وروح الأخوّة. سواء في شوارع دلهي القديمة أو في منطقتي سيلم بور وجعفر آباد، تحظى المعابد والمساجد هنا بالمكانة نفسها. وتُعدّ إعادة بناء معبد لاكشمي نارايان جزءًا أصيلًا من هذه الثقافة.

قصص مقترحة