حقّقت مريم فاطمة من ولاية بيهار إنجازًا بارزًا، إذ أصبحت أول امرأة في الولاية تنال لقب أستاذة دولية في الشطرنج من الاتحاد الدولي للشطرنج. وفي سن التاسعة عشرة فقط، تمتلك حاليًا تصنيفًا دوليًا بـ 2083 نقطة.
وتنحدر مريم، لاعبة الشطرنج اللامعة، من منطقة مظفربور، وقد حصلت على العديد من الجوائز في هذه الرياضة. وقد هنّأها المدير العام لهيئة الرياضة بولاية بيهار، رافيندران شانكاران، على هذا الإنجاز البارز، لتصبح بذلك أول امرأة من بيهار تحمل لقب أستاذة دولية من الاتحاد الدولي للشطرنج.
وبدأت مريم فاطمة رحلتها مع الشطرنج عندما كانت في الصف الثالث بمدرسة سانت كزافييه في مظفربور.
وحين كان أصدقاؤها يستعدون للمشاركة في بطولة شطرنج داخل المدرسة، رغبت هي أيضًا في اللعب. فدفع لها والدها200 روبية رسوم التسجيل للمشاركة في البطولة.
وإن والدها، امتياز أحمد، الذي كان شغوفًا بالشطرنج في شبابه، اشترى لها لوحة شطرنج خاصة بها. وأما تدريبها الأولي فكان على يد مدرب المدرسة، حيث شاركت في البطولة وحصلت على المركز الثالث. ولكن الأحداث التالية غيّرت حياتها تمامًا.

مريم فاطمة مع والدها
وبعد فوزها الأول، نصح مدرّب المدرسة أبهـاس والدها بأن يسمح لابنته بالاستمرار في لعب الشطرنج، لأنها طفلة موهوبة بالفطرة.
وعلى مدى عامين، كان والدها امتياز أحمد، في صباح كل يوم أحد، يعود إلى المنزل ليأخذ مريم إلى باتنا من أجل التدريب. وهناك، أشرف عليها مدربها منهاج الهُدى الذي درّبها بصرامة وانضباط.
وحقّقت مريم تقدّمًا سريعًا في مستوى لعبها بالشطرنج، إذ واصلت تألقها وفازت بالعديد من بطولات الولاية في فئات تحت 7 سنوات، وتحت 9 سنوات، وتحت 17 سنة، وتحت 19 سنة، كما استطاعت أن تهزم عددًا من اللاعبين المصنّفين.
وقدّم والد مريم تضحيات كبيرة من أجل استمرار تدريبها في الشطرنج. فخلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا، أحضر لها50 كتابًا عن الشطرنج لتتمرن عليها في المنزل.
كما تولّى اللاعب البارز من بيهار كومار غوراف تدريبها لعدة سنوات. فقد التقت مريم ووالدها بكومار غوراف في إحدى البطولات، وبعد أن تعرّف والدها عليه، أصرّ على أن يقوم بتدريبها. وكان غوراف يعيش على بُعد 3 إلى 4 كيلومترات فقط عن منزلهم، فقام بتدريبها في البيت على مدى نحو3 إلى 4 سنوات قبل أن تبدأ الجائحة.