نيودلهي
أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي، اليوم الثلاثاء، عن برنامج جديد لتطوير القدرات لقوات حرس الحدود في منغوليا، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون بين البلدين.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس المنغولي أوخنا خورلسوخ، أكد مودي على متانة الشراكة القائمة بين الهند ومنغوليا، والمبنية على القيم المشتركة والمصالح المتبادلة، قائلًا: "ستُطلق الهند أيضًا برنامجًا جديدًا لتطوير القدرات لقوات حرس الحدود في منغوليا"، مشيرًا إلى تنامي التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين.
وأضاف: "إنّ نهجنا في التعامل مع القضايا العالمية يقوم على قيمنا المشتركة، فنحن شركاء وثيقون في المحافل الدولية، ويؤيد كلا البلدين إقامة منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة وشاملة تقوم على الأنظمة والقوانين. كما نعمل معًا على تعزيز صوت دول الجنوب العالمي".
وأكد أن العلاقات بين الهند ومنغوليا تتجاوز الإطار الدبلوماسي لتشكل رابطة روحية وثقافية عميقة تمتد جذورها إلى التراث البوذي المشترك بين البلدين. وأوضح أن الروابط بين الشعبين تجسد عمق هذه العلاقة التي وصفها بـ"الأخوة الروحية".
وأعلن مودي عن مبادرات ثقافية وتعليمية جديدة لتعزيز هذا الارتباط التاريخي، من أبرزها إرسال الآثار المقدسة للراهبين شاريبوترا ومودغالايانا، تلميذي بوذا، من الهند إلى منغوليا العام المقبل.
وأعلن عن سلسلة مبادرات جديدة لتعزيز الروابط الثقافية والتعليمية بين الهند ومنغوليا، منها إرسال أستاذ للّغة السنسكريتية إلى دير غاندانتيغشينلين لدراسة النصوص البوذية، وتسريع مشروع رقمنة مليون مخطوطة قديمة، مشيرًا إلى أن جامعة نالاندا لعبت دورًا محوريًا في نشر البوذية في منغوليا، وأنه تم الاتفاق على تعزيز الروابط الأكاديمية بين جامعة نالاندا ودير غاندان لإحياء هذا الإرث التاريخي.
وفي سياق استعراضه للعلاقات بين البلدين، أشار مودي إلى مرور عقد على الشراكة الاستراتيجية بين الهند ومنغوليا، مذكرًا بزيارته إلى منغوليا قبل عشر سنوات، حين تم الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وأكد أن هذه الشراكة شهدت خلال العقد الماضي توسعًا وعمقًا في مختلف المجالات، خاصة في مجال التعاون الدفاعي والأمني، موضحًا أنه تم إطلاق برامج تدريبية جديدة وتعيين ملحق دفاعي في السفارة الهندية في منغوليا لتعزيز التعاون بين البلدين.
واستُهل اللقاء بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي ورئيس منغوليا خورلسوخ أوخنا بمبادرة رمزية تمثلت في غرس شجرة أُطلق عليها اسم "شجرة واحدة باسم الأم"، رمزًا للصداقة العميقة بين البلدين والتزامهما المشترك بحماية البيئة للأجيال القادمة.
وخلال الزيارة، أطلق مودي والرئيس أوخنا طابعًا تذكاريًا احتفاءً بمرور 70 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الهند ومنغوليا، كما شهدا توقيع عددٍ من مذكرات التفاهم التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة.
وأكد مودي أن زيارة الرئيس المنغولي إلى الهند بعد ست سنوات تمثل محطة مهمة في مسيرة العلاقات السياسية الممتدة لعقود والشراكة الاستراتيجية المستمرة منذ عشر سنوات، مشيدًا بما تحققه العلاقات الثنائية من نمو وتنوع في مجالات التعاون.
ومن جانبه، أشاد الرئيس المنغولي أوخنا بالدور الريادي الذي تضطلع به الهند في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، معربًا عن رغبة بلاده في الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية الذي أطلقته الهند.
وأعرب عن رغبته في الاستفادة من الخبرات الهندية في صناعة السجاد والمنسوجات ومعالجة صوف الأغنام ضمن إطار برنامج "الذهب الأبيض المنغولي"، مشيرًا إلى إمكانية التعاون في توريد المواد الخام وتبادل الموارد وتصدير المنتجات ذات القيمة المضافة إلى الأسواق العالمية بالاستفادة من قدرات البلدين.
كما أكد أن منتدى الأعمال الهندي- المنغولي، المقرر عقده خلال الزيارة في نيودلهي، سيُسهم في توسيع التعاون الاقتصادي ودعم المستثمرين، مشيرًا إلى أن مذكرة التفاهم في مجال الجيولوجيا والموارد المعدنية ستفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والشراكة بين البلدين.
اقرأ أيضًا: رئيس منغوليا خوريلسوخ يقوم بزيارة دولة إلى الهند خلال الفترة 13 - 16 أكتوبر
يُذكر أن الرئيس المنغولي وصل إلى نيودلهي يوم الاثنين في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام، إلى الهند خلال الفترة من 13 إلى 16 أكتوبر الجاري، وذلك بدعوة من رئيسة الجمهورية دروبادي مورمو. ويرافقه وفد رفيع المستوى يضم عددًا من وزراء الحكومة وأعضاء البرلمان وكبار المسؤولين وقادة الأعمال وممثلين عن القطاع الثقافي. وتُعدّ هذه الزيارة الأولى للرئيس خوريلسوخ إلى الهند بصفته رئيس دولة منغوليا.