صناع التغيير: 10 شخصيات من أترا برديش أصبحت قدوة يُحتذى بها

25-05-2025  آخر تحديث   | 25-05-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
صناع التغيير:  10 شخصيات من أترا برديش أصبحت قدوة يُحتذى بها
صناع التغيير: 10 شخصيات من أترا برديش أصبحت قدوة يُحتذى بها

 


بينما يسلّط الإعلام الأضواء غالبًا على المشاهير والساسة، فإن المحرك الحقيقي لتقدم الهند يعتمد على عزيمة عدد لا يُحصى من الأبطال المجهولين الذين، بعيدًا عن الأضواء، يُحدثون تغييرًا هادئًا لكنه عميق في المجتمع.

ومن الدفاع الوطني إلى التعليم على أرض الواقع، والرياضة والعلوم والخدمة المدنية، يُجسّد هؤلاء الأفراد القادمون من ولاية أترا برديش كيف يمكن أن تحدث الشجاعة والتعاطف والإيمان تغييرًا استثنائيًا. وإليكم عشرة من هؤلاء الروّاد الذين تستحق قصصهم أن تُروى:

الكابتن ساريا عباسي: امرأة بالزي العسكري في خطوط المواجهة

تنحدر الكابتن ساريا عباسي من مدينة غوراك بور الصغيرة في ولاية أترا برديش، وقد كسرت كل الأعراف والتقاليد بانضمامها إلى الجيش الهندي. ورغم حصولها على شهادة في الهندسة الوراثية وتوفُّر العديد من عروض العمل والفرص المهنية من شركات كبرى، لم يكن ذلك كافيًا لتُكمل حياتها في هذا المسار. فقد كان نداء خدمة الوطن أقوى من أن يُتجاهل.

ولفتت أنظار العالم إليها عندما ظهرت جندية على خط السيطرة الفعلية، الحدود المؤقتة بين الهند والصين، وهي تتولى تشغيل مدفع جوي. واليوم، تقود ساريا فرقًا متخصصة في إسقاط الطائرات المسيّرة، وتدير مدافع مضادة للطائرات من طراز L-70على الحدود. وإن رحلتها من طالبة متفوقة أكاديميًا إلى مدافعة عن حدود الوطن لا تقتصر على الدقة العسكرية، بل تتمثل في كسر الحواجز وإعادة رسم صورة المرأة بالزي العسكري في الهند.

الدكتور فياض أحمد فَيْضي: صوت لمن لا صوت لهم من المسلمين المتخلفين

الدكتور فياض أحمد فيضي، طبيب متخصص في أنظمة الطب الهندية التقليدية (أيوش)، ليس مجرد معالج، بل هو مفكر عام، وكاتب صحفي، ومترجم، ومدافع لا يكلّ عن قضايا المسلمين المتخلفين اجتماعيًا. ونشأ في ظروف متواضعة، ولكن صعوده إلى مستوى الاعتراف الوطني قائم على كتاباته الجريئة وعمله الميداني المتواصل والدؤوب بين الناس.

وحتى عندما يشير رئيس الوزراء إلى أصوات المتخلفين، يتجلّى أثر سنوات من مناصرة الدكتور فياض لهذه الفئة. وقلمه لا يزال يمنح القوة لمن ظلّت معاناتهم طيّ الصمت طويلًا. وإن عمله يمثّل نداءً للضمير، وخارطة طريق نحو خطاب شامل لا يستثني أحدًا.

محمد لقمان علي: يصارع في طريقه إلى المجد والشهادة

المصارع محمد لقمان علي، طالب في قسم الخدمة الاجتماعية بالجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي، يجمع بين قوة الجسد ونضج الفكر. وُلد في قرية مورهاكا بتي الصغيرة في منطقة أمروها، وكان والده يعمل في السكك الحديدية، بينما غرست والدته فيه القيم الدينية منذ الصغر. ورغم قلة الموارد، فقد مكّنته عزيمته الصلبة من أن يحجز لنفسه مكانة في ساحة المصارعة الهندية. ومن الحصيرة إلى قاعة الدرس، يُظهر التزامه المزدوج أن التميز لا يتطلب أي تنازلات، بل يتطلب انضباطًا وصدقًا وإيمانًا عائليًا بك.

روبينا راشد علي: إحياء فن العصر المغولي برؤية عصرية

في علي كراه، أسست روبينا راشد علي حركةً فنيةً بهدوء. وأعمالها في التطريز بالزخارف الزهرية، وهو إرثٌ من الفن المغولي، تدعم الآن عشرات النساء في علي كراه ورام بور. وما كان في السابق حرفةً مُهمَلةً يحتكرها الوسطاء، حوّلته روبينا إلى وسيلةٍ لتمكين المرأة اقتصاديًا.

وبيتُها لا يصدح فقط بصوت الإبر والخيوط، بل ينبض أيضًا بهمس الاستقلال والكرامة. وتقول روبينا: "الفنانون الحقيقيون تحولوا إلى مجرد عمّال. وأما اليوم، فهي تضمن أن تكون أياديهم لا تعمل فحسب، بل تكسب وتنتج وتنهض بحياتهم".

ببّن ميان: راعي "غاوشالا" مستوحى من حب والدته

في مأوى الأبقار "مدهو سُودَن غاوشالا" بمدينة بلند شهر، يرعى ببّن ميان الأبقار لا بدافع الطقوس—مستلهِمًا ذلك من والدته الراحلة حميد النساء بيغوم. يتذكر قائلاً متأثرًا: "كانت تحب الأبقار كأطفالها".

وبعد وفاتها في عام 2015م، قطع ببّن على نفسه عهدًا أن يصون إرثها، ويحفظ محبتها، ويحوّل وفاءه لها إلى رعاية صامتة ومليئة بالعطاء. ورغم كونه مسلمًا في تقليد يغلب عليه الطابع الهندوسي، يدير ببّن ميان مأوىً معترفًا به من قبل الحكومة، أساسه الرحمة لا الجدل. فبالنسبة إليه، رعاية الحيوانات قيمة إنسانية مشتركة، وليست قضية طائفية. ويُعيد عمله بصمت تعريف معنى الثقافة المشتركة والوئام بين الأديان.

خُوشبُو مِرزا: من أمروها إلى القمر مع "إسرو"

خوشبو مرزا، وهي عالِمة في منظمة أبحاث الفضاء الهندية "إسرو" وعضو فريق مهمتي "تشاندرايان-1" و"تشاندرايان-2"، تمثّل نموذجًا متألّقًا للمثابرة والعزيمة. وبعد وفاة والدها وهي في السابعة من عمرها، تولّت والدتها مسؤولية تربية ثلاثة أطفال وحدها، تدير محطة وقود، متحديةً الأعراف المجتمعية، لتغرس فيهم القوة التي تحملوا بها عناء المسير نحو النجوم.

وحصلت خوشبو مرزا على الميدالية الذهبية في هندسة الإلكترونيات من جامعة علي كراه الإسلامية، وكانت أصغر أعضاء فريق الفحص في مهمة "تشاندرايان-1". وبوصفها امرأة مسلمة دينية ورمزًا لطموحات الهند العلمية، رفضت عروضًا مغرية من شركات كبرى لتُحلّق نحو النجوم—وحملت معها جيلاً كاملًا من الفتيات الحالِمات.

ظهير فاروقي: قائد شعبي برؤية لمستقبل بوركازي

في بلدة بوركازي بغرب ولاية أترابرديش، يُعيد ظهير فاروقي تعريف مفهوم القيادة المحلية. وبصفته رئيس مجلس البلدية (ناغر بنشايت)، تبرع بقطعة أرض تبلغ قيمتها 1.5 كرور روبية لإقامة أول كلية تعليم متوسط في المنطقة، كما قام بتحديث المدارس المحلية وتحويلها إلى مؤسسات حاصلة على شهادة رئيس الوزراء (PM Shri).

وتتجاوز مبادرات ظهير فاروقي حدود الفصول الدراسية. فمن إنشاء أول مأوى حكومي للأبقار بطابقَين في الهند، إلى افتتاح نادٍ رياضي للنساء المسلمات، وصولًا إلى بناء أحد أكثر شبكات المراقبة تطورًا في المناطق الريفية — يجمع فاروقي في إدارته بين التقاليد والتكنولوجيا، وبين المساواة والتمكين. وأما "تيرانغا ياترا" التي أطلقها، فهي تُعيد إحياء التاريخ المحلي، وتذكّر المواطنين بأن الوطنية شاملة وموحهة نحو العمل.

الدكتورة فرح عثماني: من جامعة علي كراه الإسلامية إلى ريادة الصحة العالمية

في صباح بارد بنيويورك، وقفت الدكتورة فرح عثماني أمام شقة سكنية، تحمل ملفًا بيدها، وعيناها تلمعان بعزيمة لا تلين. ابنة ولاية أترا برديش، أصبحت اليوم شخصية بارزة في سياسات الصحة العالمية.

ولم تكتفِ الدكتورة فرح عثماني، الحاصلة على درجة الدكتوراه في أمراض النساء والتوليد من جامعة علي كراه الإسلامية، بالتأثير ضمن جدران المستشفيات. فقد اختارت أن توسّع أثرها، وحصلت على درجة الماجستير في سياسات الصحة من كلية لندن للاقتصاد ومدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي. وقادها هذا المسار إلى إطلاق مبادرات صحية رائدة في مختلف أنحاء العالم، وجعل من رحلتها قصة عقل متّقد تقوده مثل عليا — طبيبة لم تختر فقط شفاء الأفراد، بل إصلاح الأنظمة.

أنجم آراء: تبني الجسور بين المجتمعات من خلال العمل الشرطي

تنحدر أنجم آراء من قرية كَمهاريا في أعظم كراه، وهي ضابطة في سلك الشرطة الهندية من دفعة عام 2012م. أعادت أنجم رسمَ صورة رجل الشرطة بلمسة إنسانية وقيادة نزيهة. وإنها مهندسة حاسوب بالتدريب الأكاديمي، وبدأت رحلتها من جامعة إنتيغرال وصولًا إلى منصب كبير مفتشي الشرطة في شيملا، حيث تميزت بسجل حافل بالإصلاحات والعمل المجتمعي. وتُعرف أنجم بجهودها في مكافحة الجرائم الإلكترونية، وبنموذج الشرطة المرتكز على المجتمع. كما أنها من أشد المدافعات عن تعليم الفتيات، حيث ترى فيه مفتاحًا للتغيير العميق والدائم.

وتبنت أنجم، مع زوجها، ضابط الخدمة الإدارية الهندية يونس خان، قضية خوشديب، ابنة جندي شهيد، متعهدةً بدعم تربيتها ونشأتها. ويعكس هذا العمل التعاطفي أخلاقياتها المهنية، فهي استباقية، ومبدئية، ومتمركزة حول الناس بشكل كبير.

ممتاز خان: من عربة الخضار إلى ملاعب الهوكي العالمية

من الأزقة المزدحمة في منطقة بلَكناؤ إلى ميادين العشب في جنوب إفريقيا، تُجسّد رحلة ممتاز خان قصة عزيمة خالصة. وكانت تساعد والدها في بيع الخضروات، حتى غيّرت سباقٌ واحد في المدرسة مجرى حياتها، حين لفتت سرعتها أنظار المدربة نيلَم صديقي. ومن تلك اللحظة، بدأت مسيرتها نحو أن تصبح واحدة من أبرز المهاجمات في منتخب الهند للهوكي للسيدات تحت سن العشرين، لتتحول من فتاة بسيطة إلى أيقونة رياضية تُلهم جيلاً كاملاً.

وأكسبها أداؤها اللافت في أولمبياد الشباب لعام 2018، حيث سجّلت 10 أهداف، شهرة وطنية ومكانة مرموقة في عالم الهوكي. ومع ذلك، تظل ممتاز خان متواضعة الجذور، تجمع بين الأمل والتواضع وهي تتطلع إلى الأولمبياد. وإنها دليل حي على أن الأحلام التي تولد في الأزقة المغبّرة يمكنها أن تتألق وتسطع في الساحات الدولية.

فهؤلاء العشرة من صنّاع التغيير ينتمون إلى ولاية أترا برديش، من أزقة القرى الضيقة إلى المدن الكبرى الصاخبة، ومن ميادين المعارك إلى مختبرات العلم. يختلفون في المسارات، لكن يجمعهم خيط واحد: الشجاعة الصامتة والمثابرة التي لا تعرف التوقف. وفي حكاياتهم نرى وجه الهند الحقيقي— الهند التي تصمد، وترتقي، وتُحدث التحوّل— لا عبر العناوين الصاخبة، بل عبر العمل الجاد والإيمان العميق بالتغيير.

قصص مقترحة