مجموعة بهاي بهاي توزِّع وجبات السحور على الركاب الصائمين في محطة وادي

Story by  آواز دي وايس | Posted by  M Alam | Date 20-03-2024
المتطوعون الشباب يوزعون وجبات السحور على الصائمين في محطة السكك الحديدية
المتطوعون الشباب يوزعون وجبات السحور على الصائمين في محطة السكك الحديدية

 

شاه تاج خان (بونيه)

عند وصول القطار إلى محطة "وادي" للسكك الحديدة، يبدأ الشباب الذين يحملون عبوات الطعام في التحرك بسرعة، وتُسمع أصوات متطوعي "مجموعة بهاي بهاي" المتواجدين على الرصيف ينادون بأنه يتم تقديم وجبات السحور للصائمين.

خلال شهر رمضان، يبذل متطوعو "مجموعة بهاي بهاي"، الذين ينتظرون كل قطار يمر عبر محطة وادي ليلاً، قصارى جهدهم للوصول إلى كل صائم في أسرع وقت ممكن، حتى لا يضطر أي صائم إلى أن يصوم دون تناول وجبة السحور.

يقول شمشير أحمد، الذي يقوم بإعداد وجبات السحور منذ عام 2017م، إننا نبذل قصارى جهودنا طوال ثلاثين يومًا من شهر رمضان في الوصول إلى كل صائم يمر عبر محطة وادي ونقدّم له وجبة السحور الساخنة والطازجة.

وعند محطة وادي على حدود ولايتي مَهَاراشترا-كَرْناتاكا، يكون فريق من "مجموعة بهاي بهاي" على أهبة الاستعداد على الرصيف للترحيب بكل قطار يصل إلى المحطة وذلك من منتصف الليل حتى أذان الفجر خلال شهر رمضان. وكُتبت "رمضان مبارك، مجموعة بهاي بهاي" على قمصان المتطوعين. وهذه المرة، كُتب اسم كل متطوع أيضًا على القميص. وقال شمشير أحمد إن شرطة سكة الحديد طلبت منا القيام بذلك. وبصرف النظر عن هذا، أصبح الآن كل عضو في فريقنا في المحطة لديه معلوماته الكاملة، أي بطاقة الهوية في جيبه.

في عام 2024م، لجأ شمشير أحمد إلى وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا وذلك لإبلاغ ركاب السكك الحديدية بترتيبات السحور، ويقول إن الكثير من الناس يتصلون بنا لتوصيل عبوات وجبات السحور قائلين إننا في محطة كلكتا، أو في محطة دلهي أو ... فأنا أريد أن أخبر كل هؤلاء الصائمين بأننا نقدّم وجبات السحور في محطة وادي في ولاية كَرْناتاكا فقط. ويضيف شمشير أحمد أنه عندما يتصلون بنا لوجبات السحور، نشعر بالأسف الشديد إذ لا نستطيع تقديم السحور لمثل هؤلاء الصائمين.

وتجدر الإشارة إلى أن وجبات السحور يتم تقديمها مجانًا تمامًا، ويتم بذل أقصى جهد لتقديم وجبة السحور ليس فقط لركاب السكك الحديدية ولكن أيضًا للأشخاص المحتاجين الذين يعيشون بالقرب من محطة وادي. وليس هذا فحسب، بل يقدّم متطوعو المجموعة وجبة السحور إلى أي شخص غير صائم يحتاج إلى طعام، بلطف واحترام.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الوجبة تتكون بالكامل من الخضار. ويقول أحد متطوعي "مجموعة بهاي بهاي" إن السعادة الحقيقية والفرحة التي تغمرني بمساعدة الآخرين من خلال تقديم وجبة السحور للصائم تجلب طمأنينة القلب ورضا الله.

وذكر شمشير أحمد، أثناء حديثه مع "آواز دي وايس" إننا التمسنا من الناس أن يتصلوا بنا أينما كانت هناك حاجة إلى تقديم وجبات السحور في محطة وادي وما حولها.

تنشغل مجموعة بهاي بهاي بتحضير وجبات السحور من الظهر. ويقول شمشير أحمد إن الذين لا يصومون أو ينتمون إلى أي دين آخر يمكنهم أيضًا حجز الطعام معنا خلال هذه الأيام الثلاثين. وإننا نقوم بإعداد الطعام حسب كمية الطلبات التي تصلنا. وفي شهر رمضان نحاول توصيل الطعام لكل محتاج، بغض النظر عن الدين والطائفة. ونحاول طوال شهر رمضان توصيل الطعام ليس فقط للركاب ولكن لكل من يتواصل معنا، ولكن مجموعتنا تقدِّم خدماتها في محيط محطة وادي فقط.

وهذه المرة، يبدأ هذا الفريق المكون من 72 شخصًا بإعداد الطعام من الظهر بكل جدية تامة، حيث إن عبوات السحور يتم توزيعها على الركاب في أوقات مختلفة، لذلك لا يتم إعداد الطعام في وقت واحد، بل ثلاث مرات أو أربع مرات.

وأول قطار، يسمى بـ"تشيناي إكسبريس"، الذي يغادر المحطة حوالي الساعة 9:30 مساءً، هو أول قطار يتم تقديم وجبات السحور لركابه الصائمين. وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 17 قطارًا يمر عبر محطة وادي يوميًا، ويصل عدده إلى 22 قطارًا في عدة أيام من الأسبوع.

ويقول ناتيكار، وهو عضو نشط مرتبط بمجموعة بهاي بهاي منذ البداية، إن زملاءنا المسؤولين عن توصيل السحور للصائمين عليهم أيضًا أن يتسحّروا، فيتولى شباب الفريق غير المسلمين مسؤولية توصيل السحور للركاب ويتيحون الفرصة لزملائهم المسلمين لتناول السحور بشكل مريح.

وهؤلاء الشباب المتواجدون في المحطة من الساعة 9:00 مساءً حتى أذان الفجر غالبًا ما يساعدون الركاب في حالة الطوارئ. وأشار شمشير أحمد إلى حادثة فقال إن امرأة تسافر مع ابنتها البالغة من العمر اثني عشر عامًا أصيبت فجأة بنوبة قلبية وكانت حالتها سيئة للغاية، فقام متطوعو مجموعة بهاي بهاي بنقلها إلى المستشفى، وتم إنقاذ حياتها بفضل تلقي الإسعافات الطبية في الوقت المناسب، مضيفًا أن فريقنا مستعد دائمًا لخدمة المجتمع.

اعتبارًا من 12 مارس الذي هو اليوم الأول لشهر رمضان، يسهر فريق كبير من المتطوعين حتى الفجر لتحضير وجبات السحور مع محمد عرفان وشمشر أحمد، وبعد استراحة قصيرة جدًا، يبدأون في الاستعداد لسحور اليوم التالي. وسيكون هذا روتينهم لمدة ثلاثين يومًا.