يوسف أبو لوز
تشهد دولة الإمارات هذه الأيام حراكًا ثقافيًا محليًا وعربيًا وعالميًا، لا مثيل له في أي مكان في العالم من حيث الحيوية الثقافية والتنوّع والخبرة والقيمة الأدبية والعلمية لهذا المنجز الإماراتي الملحوظ والمُتابَع من جانب الصحافة العربية والعالمية، والمؤسسات الثقافية في مختلف بلدان العالم، وتلك هي علامات هذا الحراك الإماراتي المحلي ذي الطابع الثقافي المتنوّع.
يتابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نهجه البحثي التاريخي التوثيقي بإصدار كتابه الجديد "تاريخ القواسم" في خمسة أجزاء عن "منشورات القاسمي"، وَيُضاف هذا الإصدار الجديد إلى مكتبة سموه التاريخية المتخصصة، وإلى تراث سموه البحثي القائم دائمًا على مراجع تصل إلى الآلاف، وتحتاج بالطبع إلى تدقيق علمي، وفحص وثائقي ومعلوماتي يتطلب من سموه الكثير من الوقت والجهد والتركيز، والمتابعة الميدانية للوثائق والمراجع في مكتبات ومؤسسات عالمية وصولاً إلى الحقيقة التاريخية بإثباتاتها المنهجية والعلمية، وفي إصداره الجديد ينجز سموه دراسة تاريخية تغطي ثلاثة عشر قرناً من تاريخ القواسم.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يطلق الجزء الأول من كتابه الجديد "علّمتني الحياة"، ويضم الكتاب 35 فصلاً تغطي خلاصة تجارب سموه في 60 عامًا بنى خلالها معنى أخلاقيًا وقيميًا لمفهوم السياسة: سياسة الناس، وسياسة الحكم، وسياسة الحياة.
الكتاب، كما قال سموه، بسيط في كلماته، صريح في عباراته، حقيقي في معانيه، ويتوفر في المكتبات في 25 سبتمبر، وسنكون في قراءته أمام كتاب خبرات وتجارب وقصص نجاح وإلهام وحكمة لجيل إماراتي متعلم مثقف، في دولة تراث وحداثة والتقاء بالعالم المتحضّر ومؤسساته وقياداته الناجحة.
وضمن علامات الحراك الثقافي الإماراتي أيضًا يشهد العالم في اليابان انطلاق فعاليات الدورة السادسة من "ترينالي آيتشي"، وَتُقَيّم فعاليات الترينالي الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، وهي أوّل مديرة فنية من خارج اليابان لـ"ترينالي آيتشي"، وتستحق بجدارة هذه الثقة العالمية لشخصيتها الثقافية وتخصصّها الإبداعي في تقييم المعارض ومعرفة محتواها الفكري والفلسفي.
في باريس، وفي مقر "اليونسكو" جرت وقائع الندوة الدولية حول مئوية الشاعر سلطان بن علي العويس (1925-2025) تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وشاركت في الندوة نخب ثقافية وفنية عربية وأجنبية، منهم شعراء وباحثون ومستشرقون ونقاد وفنانون، ونوقشت خلال الندوة عشرات أوراق العمل التي تليق بروح الشاعر ومكانته الإماراتية والعربية.
في أبوظبي انطلقت أعمال "كونغرس العربية والصناعات الإبداعية" الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، وهو منظومة حوارات، وجلسات تفاعلية.
حياة ثقافية متجدّدة في الإمارات، وبأبعاد عربية ودولية تؤكد على ثقافة الجمال والخير والمحبة.