رئيس جماعة التبليغ يدعو إلى استعادة قيم التعايش والاحترام بين مكونات المجتمع الهندي

05-11-2025  آخر تحديث   | 05-11-2025 نشر في   |  أحمد      بواسطة | آواز دي وايس 
رئيس جماعة التبليغ يدعو إلى استعادة قيم التعايش والاحترام بين مكونات المجتمع الهندي
رئيس جماعة التبليغ يدعو إلى استعادة قيم التعايش والاحترام بين مكونات المجتمع الهندي

 


منصور الدين فريدي/نيودلهي

في تصريح يعكس قراءة اجتماعية ودينية للعلاقات بين الطوائف في الهند، أشار الشيخ محمد سعد كاندهلوي، رئيس جماعة التبليغ، إلى أن أحد الأسباب الكامنة وراء التحامل المتزايد لدى بعض فئات المجتمع الهندوسي تجاه المسلمين يتمثل في تراجع روح الاحترام والتعايش المتبادل لدى بعض المسلمين تجاه شركائهم في الوطن.

وأوضح أن هذه الروح من الاحترام كانت تمثل ركيزةً أساسية في سلوك النبي محمد ﷺتجاه الناس على اختلاف معتقداتهم، معتبرًا أن غياب هذا البعد الأخلاقي والإنساني أسهم في اتساع فجوة الثقة والتفاهم بين مكونات المجتمع الهندي.

وأدلى الشيخ محمد سعد كاندهلوي بهذه التصريحات خلال اجتماعٍ كبير لجماعة التبليغ عُقد في منطقة ميوات بولاية هريانة في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر، حيث شهد الحدث مشاركة مئات الآلاف من الحاضرين.

وقد انتشر مقطع مصوّر لخطاب الشيخ سعد من هذا التجمع على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع، مثيرًا اهتمامًا واسعًا ونقاشًا حول محتوىكلمته ودلالاتها الاجتماعية والدينية.

وقال الشيخ محمد سعد إنّ المسلمين فقدوا تدريجيًا روح الاحترام المتبادل تجاه شركائهم في الوطن، مشيرًا إلى أنّ هذه القيمة التي تُعدّ من صميم التعاليم الإسلامية بدأت تتلاشى، رغم أن الإسلام يدعو إلى التعامل بتقدير واحترام مع أتباع الديانات الأخرى باعتبار ذلك أساسًا للتعايش الإنساني والمجتمعي.

كما تناول الشيخ  في حديثه قضية "التحول الديني"، موضحًا أن الإسلام لا يجيز الإكراه أو الخداع في أمور العقيدة. وقال: "الإسلام يُعلّمنا الاحترام، ولا يَسمح لأحدٍ بأن يُجبر غيره على اعتناق الإسلام بالقوة، أو أن يُهدده أو يُغريه للدخول في الدين. لا إكراه في الدين، فالإسلام دينُ سلامٍ، ويمنحُ كل إنسانٍ الحرية في اختيار الطريق الذي يريد أن يسلكه".

وأوضح الشيخ محمد سعد كاندهلوي أن الإكراه في الإسلام يقتصر على المسلم نفسه عندما يتهاون في أداء الصلاة، مؤكدًا أن واجب المجتمع تجاهه هو تذكيره وحثّه على الالتزام بالعبادة، أما غير المسلمين فلا يُنطبق عليهم هذا الحكم.

وشهد اجتماع ميوات هذا العام مشهدًا استثنائيًا يجسّد التعايش والوئام بين الهندوس والمسلمين، إذ لم يقتصر العمل التطوعي على أبناء الجالية المسلمة فحسب، بل شارك فيه أيضًا عدد من الهندوس المحليين الذين أسهموا في إنجاح الحدث وتنظيمه بسلاسة.  وقد أقام المتطوعون أكشاكًا للشاي ومطاعم صغيرة لتقديم البرياني للزوار، في مبادرةٍ تعبّر عن روح التضامن والمودة بين مكونات المجتمع الهندي.  

اقرأ أيضًا: هل يمكن أن تكون ديوبند جسرًا لإصلاح طالبان؟

وأثار مشهد التعاون والاحترام المتبادل بين المشاركين إعجاب الكثيرين، إذ عكس صورةً مؤثرةً عن وحدة المجتمع وروح التآلف الإنساني. وجرى التجمع الإسلامي الكبير في أجواء من الهدوء والانضباط، من دون أي مظاهر فوضى أو توتر، حيث حضر المشاركون وغادروا في سكينة، ليتركوا وراءهم رسالة واضحة عن السلام والتعايش بين أبناء الوطن.

قصص مقترحة