مسلمو ماهاراشترا ينددون بجريمة قتل شابين هندوسيين في بنغلاديش

28-12-2025  آخر تحديث   | 28-12-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
مسلمو ماهاراشترا ينددون بجريمة قتل شابين هندوسيين في بنغلاديش
مسلمو ماهاراشترا ينددون بجريمة قتل شابين هندوسيين في بنغلاديش

 


 مومباي

أعرب المثقفون والقادة من المجتمع المسلم في ولاية ماهاراشترا عن بالغ حزنهم وأسفهم الشديد إزاء الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شابان هندوسيان في بنغلاديش، مؤكدين إدانتهم القاطعة لهذه الأعمال اللاإنسانية وتضامنهم الكامل مع أسر الضحايا. ففي مقاطعة ميمينسينغ، قُتل ديبو تشاندرا داس، البالغ من العمر 25 عامًا، في حادثة مروّعة، قبل أن يُضرم النار في جثمانه على أحد الطرق السريعة، ما أثار صدمة واسعة واستنكارًا شديدًا. وبعد سبعة أيام فقط، في حادثة منفصلة بمنطقة بانغشا في مقاطعة راجباري، أقدمت حشود على ضرب أمريت ماندال، البالغ من العمر 29 عامًا، حتى الموت. وقد أثارت هذه الوقائع المروّعة ردود فعل حادة على الصعيد الدولي، كما سجّلت الحكومة الهندية احتجاجًا دبلوماسيًا قويًا. 

وقال إبراهيم خان، منسّق "سادبهاف مانش جان أندولان" بولاية ماهاراشتر: "بصفتي مسلمًا، أدين بأشد العبارات قتل الشابين الهندوسيين في بنغلاديش. وبما أن بنغلاديش دولة ذات أغلبية مسلمة، فإن على المسلمين هناك مسؤولية أكبر في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام إلى العالم".

وأضاف قائلًا: "إن الإسلام يولي أهمية كبيرة لحماية حقوق الأقليات، ولدينا مئات الأمثلة التاريخية من عصور الحكم الإسلامي التي طُبّق فيها هذا المبدأ عمليًا. ولذلك، فإن ما حدث في بنغلاديش لا يمكن تبريره دينيًا بأي حال من الأحوال. وعلى بنغلاديش أن تضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وأن تقدّم للعالم نموذجًا يُحتذى به في كيفية حماية الأقليات وفق القيم الإسلامية".

وقال مولانا محمد توقير أشرفي، إمام مسجد غلشنِ غريب نواز في منطقة هادابسار بمدينة بونه: "إن التقارير التي تتحدث عن قيام حشود بقتل شابين هندوسيين صادمة ومؤلمة للغاية. وبصفتي إمام مسجد، أدين هذه الحادثة بأشد العبارات. وما جرى يتعارض كليًا مع تعاليم الإسلام والقرآن". 

وأضاف: "الإسلام لا يجيز للمسلمين قتل أي شخص بريء أو اضطهاده من أبناء الأقليات. وأُعبّر عن بالغ أسفي وأدين ما حدث، كما أتمنى أن تتخذ بلادنا، الهند، خطوات ما حيال ذلك، وأن تسعى إلى إيقاف هذه الممارسات على المستوى السياسي".

ومن جانبه، أعرب القاضي سهيل شيخ، عن شعوره بالخزي قائلًا: "عندما يرتكب مسلم مثل هذا الفعل، تنكس رؤوسنا خجلًا. فالإسلام يبعث برسالة الإنسانية والسلام والأخوة. وبغضّ النظر عن الدين، تبقى الإنسانية أولًا. ولا يعلّم أي دين القتل أو العنف. ويجب اتخاذ إجراءات صارمة ضد من ينشرون العنف".

وقال ديلاور شيخ، الأمين العام لـ"مؤسسة الأمن والاتحاد": إن على بنغلاديش أن تتذكّر تاريخها، مضيفًا: "لقد أدت الهند دورًا كبيرًا في قيام بنغلاديش، لكن يبدو أنهم نسوا فضل الهند. فقد تزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات على منازل الهندوس. وبوصفها دولة ذات أغلبية مسلمة، تقع على عاتقها مسؤولية تمثيل الإسلام على نحو صحيح. وأود أن أقول لهم إن مثل هذه الحوادث غير مقبولة إطلاقًا في الإسلام".

وأشار، مستحضرًا حقبة النبي، إلى أن "وثيقة المدينة" تُعدّ أفضل مثال على كيفية حماية الأقليات. ولقد قدّم النبي هذا النموذج لنا. ويبدو أن الحكّام في بنغلاديش قد غفلوا عن ذلك. وعلى الحكومة المؤقتة أن تتحرّك سريعًا، وأن تعاقب الجناة، وأن توفّر الإغاثة لأسر الضحايا".

وقال بيغمبر شيخ من مؤسسة إلهي: "إن المجتمع المسلم في الهند يقف بحزم إلى جانب هندوس بنغلاديش. ولا يمكن بأي حال من الأحوال دعم الفظائع المرتكبة بحقهم. ويجب إدانة هذه الأفعال من منظور إنساني بحت. وعلى بنغلاديش أن تضع في اعتبارها الأثر السلبي الذي تخلّفه هذه الأحداث على الدول المجاورة. كما ينبغي ممارسة ضغوط دولية لوقف القتل باسم الدين". 

ومن جانبها، قالت الدكتورة فرح شيخ: "إن قلوبنا مثقلة بالأسى جرّاء الوقائع اللاإنسانية في بنغلاديش. فهذه ليست مجرد أخبار، بل اعتداءات مباشرة على الإنسانية. وإن القتل باسم الدين جريمة، والإسلام ينظر إلى الإنسان بوصفه إنسانًا، بغضّ النظر عن طبقته أو هويته أو دينه. ونحن، مسلمين هنود، ندين هذه الأحداث بأشد العبارات".

وقال الناشط الاجتماعي أنور شيخ: "إن هوية الهند تقوم على التعايش المشترك؛ فالمسلمون والهندوس والسيخ والمسيحيون بنوا هذا الوطن معًا. ولذلك نقول بوضوح إن العنف ضد إخوتنا الهندوس غير مقبول بالنسبة إلينا. والصمت اليوم يعني دعم الظلم". 

اقرأ أيضًا: مقتل ديبو تشاندرا داس حرقًا على يد حشد يتعارض مع تعاليم الإسلام

وبوجه عام، أعرب المجتمع المسلم في الهند عن غضب عميق وقلق شديد إزاء هذه الحوادث اللاإنسانية. وقد أجمع جميع المثقفين على أن الإسلام دين سلام، ولا مكان فيه لقتل الأبرياء. كما طالبوا حكومة بنغلاديش بإجراء تحقيق عادل، ومعاقبة الجناة عقابًا صارمًا، واتخاذ خطوات ملموسة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.