باباراتيبور.. قرية مسلمة تشتهر بصناعة شعر تماثيل آلهة الهندوس

26-09-2025  آخر تحديث   | 26-09-2025 نشر في   |  أحمد      بواسطة | آواز دي وايس 
باباراتيبور.. قرية مسلمة تشتهر بصناعة شعر تماثيل آلهة الهندوس
باباراتيبور.. قرية مسلمة تشتهر بصناعة شعر تماثيل آلهة الهندوس

 


شانتيبريا راي تشودوري/هاوراه

تشهد القرى في ولاية البنغال الغربية حركة لافتة خلف الكواليس تعكس حجم الاستعدادات المرتبطة بالموسم الديني والثقافي "دورغا بوجا". ففي قرية باباراتيبور، يتولى كلٌّ من الشيخ نور، وحسين، ومصطفى، وكمال، وسيف الدين، مهمة تعبئة الشعر المستعار المخصّص لتزيين تماثيل الأسد، والتاج (موكوت) والإله شيفا والإلهة دورغا.

ومع اقتراب موعد المهرجان، تتزايد الحاجة إلى الشعر المستعار المصنوع من القطن، ما يشكل تحديًا يتمثل في الوفاء بمتطلبات التسليم في الوقت المحدد.

وتُظهر التطورات الأخيرة أن تجارة الشعر المستعار القطني، المرتبطة بموسم دورغا بوجا، باتت تواجه ضغوطًا استثنائية هذا العام. فقد تسببت الأمطار الغزيرة والرطوبة المرتفعة في إتلاف جزء كبير من المنتجات، ما جعل تجار الشعر في منطقة باراغاشيا بمديرية هوغلي يواجهون صعوبات كبيرة في تلبية الطلب.

وأوضح مصطفى أن الأمطار المستمرة هذا العام أعاقت عملية تجفيف القطن المصبوغ تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، وهو ما جعل توريد الشعر الخاص بالتماثيل في المواعيد المحددة أمرًا بالغ الصعوبة. وأضاف أن هذا التأخير انعكس بخسائر ملموسة على حركة التجارة خلال الموسم الحالي.

وتُعرف قرية باباراتيبور، ذات الأغلبية المسلمة في مقاطعة هاوره، بكونها مركزًا لصناعة الشعر المستعار المستخدم في تزيين تماثيل الآلهة الهندوسية. ويُعد هذا الموسم أكثر أوقاتها ازدحامًا ونشاطًا، حتى إن بعض الحرفيين يؤكدون أنهم لا يجدون وقتًا كافيًا لتناول الطعام بسبب ضغط الطلب وكثافة العمل.

ويتواصل ازدهار نشاطهم التجاري حتى حلول مهرجان كالي بوجا، حيث يشكّل هذا الموسم ذروة أعمالهم السنوية، قبل أن تتراجع الحركة تدريجيًا بانتهاء الاحتفالات.

ويقطن في قرية باباراتيبور، بمناطق ملك بـارا وشيخ بارا وغيرها، أكثر من 400 أسرة مسلمة تمتهن صناعة الشعر المستعار للتماثيل. ويعتمد صانعو التماثيل من هوغلي، هاورا، كلكتا وكمارتولي على ما ينتجه هؤلاء الحرفيون من شعر مخصّص، لاستكمال ملامح الأصنام وتجهيزها للاحتفالات الدينية.

وتعتمد غالبية الأسر في قرية بابراتيبور على صناعة الشعر القطني المخصّص للتماثيل كمصدر رئيسي للرزق.

وأوضح عدد من التجار العاملين في صناعة شعر التماثيل في القرية أن نشاطهم يمتد على مدار العام، غير أنّ ذروة الرواج تتحقق في موسم دورغا بوجا وتستمر حتى ساراسواتي بوجا. وفي هذه الفترة تتاح لهم فرصة أكبر لزيادة الاستثمارات وشراء كميات إضافية من القطن وصبغه وتجفيفه تحت أشعة الشمس. ولكن الأمطار المتواصلة هذا العام جعلت من الصعب تجفيف القطن المصبوغ بالشكل المطلوب.

وتعاني صناعة الشعر ذات الحجم الصغير والمتوسط من هذه المعضلة، بينما لا تواجه المؤسسات الكبرى المشكلة نفسها بفضل وفرة إمكاناتها وقدرتها على تجاوز التحديات.

وقال أحد كبار التجار: "نقوم كل عام بشراء كميات كبيرة من القطن وتجهيز الشعر مسبقًا، في حين يعجز صغار ومتوسطو التجار عن ذلك بسبب القيود المالية، وهو ما يجعلهم يواجهون صعوبات كبيرة عند هطول الأمطار خلال موسم البوجا".

ويملك شيخ نور، أحد سكان شيخ بارا في قرية باباراتيبور، مصنعًا لإنتاج شعر التماثيل المخصّصة للآلهة، إلا أن النشاط الحرفي لا يقتصر عليه وحده، بل يمتد ليشمل أكثر من 31 مصنعًا آخر في المنطقة، حيث ينخرط عشرات الحرفيين في العمل المتواصل استعدادًا لموسم البوجا.

اقرأ أيضًا: نالاندا: رمز للمشروع الحضاري للهند عبر القرون

وتُعد قرية باباراتيبور أول قرية في ولاية البنغال الغربية بدأت بصناعة شعر التماثيل، وهو ما جعلها رائدة في هذه الحرفة التقليدية وأسهم في تعزيز أواصر التقارب والتعايش بين المسلمين والهندوس في القرية.