الرياض
ناقشت ندوة "الوثائق العربية في الأرشيفات الهندية"، القيمة العلمية والثقافية للوثائق والمخطوطات العربية المحفوظة في الأرشيفات الهندية، ودورها في توثيق التواصل الحضاري، والديني بين العالم العربي، وشبه القارة الهندية، والتحديات والفرص في حفظ هذا الإرث الوثائقي.
وجاء ذلك خلال الندوة العلمية التي نظَّمتها دارة الملك عبد العزيز، أمس، بالتعاون مع الأرشيف الوطني الهندي، وذلك في قاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض، بحضور عدد من المختصين، والمهتمين بالتاريخ والوثائق.
A Joint Symposium on the topic, "Arabic Documents in Indian Archives" by National Archives of India @IN_Archives and the King Abdulaziz Darah Foundation @Darahfoundation was organised today, in Riyadh. The Symposium was presided over by Ambassador Dr Suhel Khan & Dr. Abdulaziz… pic.twitter.com/CIZW4H6sPq
— India in Saudi Arabia (@IndianEmbRiyadh) July 29, 2025
وشهدت الندوة تقديم أربع أوراق علمية متخصصة عالجت موضوع الوثائق والمخطوطات العربية في الأرشيفات الهندية من زوايا متعددة عبر محورين رئيسين، تمثّل الأول في استعراض ما تحويه الأرشيفات الهندية من وثائق عربية، فيما تناول الثاني دور تلك الأرشيفات في حفظ التراث، وتحدياتها المستقبلية.
وفي المحور الأول، ركّز الباحث ناروايبام راجو سينغ في ورقته على تصنيف الوثائق العربية المحفوظة في الأرشيفات الهندية من معاهدات وسجلات ومراسلات وخرائط، مشيرًا إلى وجودها في مؤسسات متعددة منها أرشيف جامو وكشمير، وأرشيف ولاية تيلانجانا، والمكتبة الوطنية الهندية، لافتًا النظر إلى أهمية مذكرة التعاون المبرمة بين دارة الملك عبد العزيز، والأرشيف الوطني الهندي، وما تمثله من إطار مؤسسي؛ لتبادل المعرفة، والتجربة في مجال حفظ الوثائق ودراستها.
وقدّم الدكتور عائض بن محمد آل ربيع ورقة علمية بعنوان "مخطوطات شاه ولي الله الدهلوي"، تناول فيها إرث هذا العالم الهندي الذي ألّف في العديد من فروع المعرفة الإسلامية والإنسانية.
وأما في المحور الثاني من الندوة، فقد تناول الدكتور كيشاب تشاندرا جينا في ورقته الموسومة بـ"أمناء الذاكرة: دور الأرشيفات الهندية في حفظ التراث" التحديات المؤسسية والإدارية والتقنية التي تواجه الأرشيفات الهندية، فيما قدّم الدكتور عبد المحسن بن صالح الرشودي ورقة بعنوان "من نيودلهي إلى الرياض"، تناول فيها طبيعة العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية، وجمهورية الهند، كما انعكست في الأرشيفات الهندية، مبينًا أنها تحتفظ بمخطوطات ومذكرات دوّنها الحجاج الهنود عن رحلاتهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، فضلًا عن مراسلات علمية جرت بين علماء من الهند ونظرائهم من الجزيرة العربية.
اقرأ أيضًا: الأيورفيدا: علم الحياة في قلب الحضارة الهندية القديمة
ويأتي ذلك ضمن إطار حرص دارة الملك عبد العزيز على توثيق الذاكرة العربية والإسلامية في الأرشيفات العالمية، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات حفظ الوثائق ودراستها، وتعد خطوةً نوعيةً في تفعيل مذكرة التفاهم بين الدارة والأرشيف الوطني الهندي الموقّعة في عام 2023م، علاوةً على توسيع دائرة الاهتمام بالمخطوطات العربية خارج العالم العربي، والكشف العلمي، والإحياء المعرفي لهذا الإرث المشترك، وفق ما ذكرته وكالة "واس".