باكتي شالاك
في منطقة مومبرا النابضة بالحياة بمدينة بونيه، تبرز شابة مسلمة كقائدة شجاعة—تحطم الصور النمطية، وترفع صوتها من أجل العدالة، وتمكّن مجتمعها من خلال نشاط شعبي جريء. وتقول: "غالبًا ما يستخف الناس بمدى أهمية الخدمات الأساسية، لكن عندما يفتقر المواطنون حتى إلى شوارع نظيفة أو مصارف تعمل، فكيف يمكننا أن نتحدث عن التمكين؟".
لا تكتفي مرضية شانو بثان بمعالجة القضايا المدنية، بل تعيد صياغة مفهوم القيادة السياسية والاجتماعية، خاصةً بالنسبة للنساء في المجتمعات المهمشة. ومنذ وقت مبكر، كانت مرضية في طليعة النشاط المحلي، خصوصًا في المناطق التي واجهت فيها النساء المسلمات تقليديًا عوائق في التعليم، والتنقل، وتولي أدوار القيادة.
ومن خلال المثابرة والعزيمة، تجاوزت مرضية تلك التحديات، وأكملت تعليمها، ودخلت الحياة العامة. واليوم، تُحدث مرضية من خلال منظمتها غير الحكومية "MSP Care Foundation" تأثيرًا دائمًا، مبادرةً تلو الأخرى.
وتعاني مومبرا من الاكتظاظ السكاني، وضعف البنية التحتية المدنية، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية. وتعمل مرزية بلا كلل لتسليط الضوء على هذه المشكلات، مطالبةً بتحسين الطرق، وتوفير مياه نظيفة، وتحسين خدمات الصرف الصحي، وتأمين رعاية صحية موثوقة، وتعليم عالي الجودة.
ومن خلال مؤسستها، تقود مرزية حملات لتنظيف المصارف، ومعالجة قضايا إدارة النفايات، والضغط على السلطات المحلية للاستجابة لاحتياجات المواطنين. فهي لا تكتفي بالكلام عن التغيير، بل تنخرط فيه بيديها وتخوض الميدان بنفسها.
وفي عام 2012م، صُدم العالم حين تعرّضت ملالا يوسف زاي لإطلاق النار بسبب دفاعها عن تعليم الفتيات في باكستان. وفي العام نفسه، وفي زاوية هادئة من الهند، قادت مرضية بثان، وهي في الثانية عشرة من عمرها، مسيرة في شوارع مومبرا تطالب بحق الفتيات في التعليم. كانت تلك اللحظة نقطة تحوّل—ليس لها فقط، بل لكثيرين في مجتمعها. ومنذ ذلك الحين، ظلت مرضية في طليعة الإصلاح الاجتماعي.
ومرضية هي ابنة أشرف (شانو) بثان، السياسي الإقليمي المخلص في بلدية ثانيه. لطالما عمل الثنائي الأب والابنة معًا لمعالجة القضايا الملحّة في المنطقة—من نقص المياه وجمع النفايات إلى الرعاية الصحية وجرائم العنف ضد النساء.
ولكن مرضية لا تكتفي بأن تسير على خطى والدها، بل تشق طريقها الخاص. فإن تركيزها على إشراك الشباب، وتمكين النساء، ونشر الوعي الدستوري، أدخل روحًا جديدة إلى المشهد المدني في مومبرا.
وتنظّم مرضية ورش عمل في المدارس لتوعية الطلاب بحقوقهم الدستورية، كما ترتّب مخيمات شهرية لفحص العيون لكبار السن، وتحرص على توفير جراحات إعتام عدسة العين مجانًا لمن لا يستطيعون تحمل تكلفتها.
وقبل عامين، انتشر مقطع فيديو لمرضية وهي تنظّم حركة المرور خلال شهر رمضان بشكل واسع. وقد ظهرت فيه مرتديةً حجابها، وهي تدير المرور حتى وقت متأخر من الليل في سوق مومبرا-كاوسا المزدحم.
وقالت مرضية: "بعد شارع محمد علي، تستضيف مومبرا أكبر سوق رمضاني في ولاية مهاراشترا. وتأتي النساء من مناطق بعيدة للتسوق، ونحن—نساء مومبرا—اعتبرنا من واجبنا أن نضمن لهن الأمان والراحة". فذلك المشهد الذي انتشر لم يكن مجرد لحظة رمزية، بل كان لحظة تحوّل حقيقية. فقد عكس نوعًا جديدًا من القيادة: قيادة واضحة، راسخة، وجريئة.
ودخول مرضية إلى عالم السياسة ليس سعيًا وراء السلطة، بل بحثًا عن الغاية. وتقول: "عندما أتحدث إلى الناس أو أتعامل مع قضاياهم، لا أرى نفسي فقط كسياسية، بل كمواطنة تدافع عن الآخرين".
واستلهمت مرضية طموحها من التزام والدها الدائم بالخدمة العامة، وكانت في البداية تطمح لأن تصبح موظفة حكومية، فانتقلت إلى مدينة بونيه للاستعداد للامتحانات التنافسية. ولكن مع تفشي جائحة كوفيد-19، عادت إلى مومبرا. ومشاهدة والدها وهو يقدّم خدماته للناس بإيثار خلال الأزمة، دفعها إلى أن تحتضن العمل الاجتماعي بكل قناعتها.
وتؤمن مرضية بأن على المزيد من النساء دخول عالم السياسة، ولكنها تدرك أن الطريق ليس سهلاً. وتقول: "النظام الأبوي والعقليات الجامدة تخلق الكثير من العوائق، لكن النساء اللواتي يُصررن ويُطالبن بمكانتهن قادرات على تغيير الرواية".
وتضيف: "أُعجب بكل امرأة تصنع هويتها الخاصة، مهما كان المجال، وذلك يتطلب شجاعة وثباتا.
ومستشهدة بتقرير لجنة ساتشار لعام 2009م، تشير مرضية إلى أن الأحياء المسلمة لا تزال تعاني من تخلّف تنموي حاد. وتقول: "لم يتغير الكثير منذ صدور ذلك التقرير. ومن مسؤوليتنا أن نسلّط الضوء على هذه الفجوات".
وسواء من خلال الاحتجاجات المنظمة، أو الالتماسات، أو التواصل المباشر مع المسؤولين، تحرص مرضية على إبقاء قضايا التعليم، والصرف الصحي، وأمن النساء على رأس الأولويات. وقد أسهمت جهودها بالفعل في حل عدد من المشكلات المدنية التي طال انتظارها في مومبرا.
اقرأ أيضًا: فرح شيخ: صوت نسائي يقود حركة دخول النساء إلى المساجد
ولقد جعلها شجاعتها، ورؤيتها، وانخراطها المستمر في قضايا المجتمع، قدوة حقيقية، خاصةً للفتيات والنساء المسلمات الشابات اللواتي نادرًا ما يجدن تمثيلًا لهن في الحياة العامة.
ومرضية بثان ليست مجرد ناشطة، بل هي رمز لما يمكن أن تكون عليه القيادة الشابة في الهند: قيادة مبدئية، تضع الشعب أولًا، ولا تعرف الخوف.
ومن خلال القيم الدستورية، والمشاركة المدنية، والحلول المجتمعية، لا تعيد مرضية تشكيل مومبرا فحسب، بل تعيد صياغة الخطاب الأوسع حول حقوق النساء، وتمثيل الأقليات، والديمقراطية التشاركية.