فاروق وغيتي حكيم… ثنائي يقود منارة العدالة والكرامة في غرب البنغال

06-09-2025  آخر تحديث   | 06-09-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
فاروق وغيتي حكيم
فاروق وغيتي حكيم

 


 ديبكيشور تشاكرابورتي / كولكاتا

في قلب مدينة كولكاتا، حيث تتصادم التحديات الاجتماعية والصعوبات الحضرية، ظلّت رؤية رجل واحد تُغيّر حياة الناس بهدوء. يجسّد غلام فاروق الحقيقة الخالدة: "بالعزيمة والمبادرة الصادقة يمكن تغيير المجتمع".

وبينما اجتاز فاروق عقبات لا تُحصى، واجه التدهور الاجتماعي مباشرة، وحوّل المحن إلى فرص، وزرع الأمل في نفوس المهمّشين. واليوم لم يعد مجرّد إنساني، بل أصبح قوة إرشادية تركت جهوده الدؤوبة آثارًا ملموسة في أرجاء المدينة.

وبدأت رحلة فاروق في ميدان الخدمة الاجتماعية من التزام شخصي عميق برفاهية الإنسان. وتحت قيادته، تطورت منظمة "الحقوق للجميع" لتتجاوز حدود العمل الخيري التقليدي.

ولقد أصبحت حركة حيّة، ووعدًا دائمًا بصون العدالة والكرامة والمساواة لكل فئات المجتمع. وإلى جانبه، تقف زوجته غيتي حكيم، التي يكمّل دعمُها الثابت وقيادتها كرئيسة على مستوى الولاية دورَ فاروق بصفته الأمين العام للمنظمة. وقد كرّسا معًا حياتهما لتضخيم أصوات أولئك الذين غالبًا ما يُهمَلون، محوِّلين التعاطف إلى فعل مؤثِّر.

وانبثقت فكرة "الحقوق للجميع" بالتزامن مع واحدة من أصعب الفترات في التاريخ الحديث. ففي عام 2020م، أدّت جائحة كوفيد-19 إلى شلل تام في ولاية غرب البنغال، تاركةً آلاف الأشخاص بلا عمل خلال فترات الإغلاق الطويلة.

وفي خضمّ هذه الضبابية، رأى فاروق فرصة لتوجيه الموارد والطاقات نحو خدمة المجتمع. وقال فاروق لـ"آواز دي وايس": "غايتنا هي صون كرامة كل إنسان، وتضخيم أصوات من لا صوت لهم. ومن خلال مبادراتنا في البنغال الغربية وخارجها، نسعى لضمان وصول الحقوق الاجتماعية إلى الجميع".

ويمتد نطاق عمل المنظمة بشكل واسع وفعّال، ليشمل مبادرات متعدّدة في مجالات حقوق الإنسان، وبناء السلام، وتمكين المرأة، وحقوق الطفل، وحقوق الرجال، والدفاع عن قضايا المتحوّلين جنسيًا، ورعاية كبار السن، وحقوق ذوي الإعاقة، وحقوق العمال، وحماية المستهلك، والتعليم، والصحة ورعاية الأسرة، وتنمية المجتمع، ورعاية الحيوان، والحفاظ على البيئة.

وفي هذا النطاق الواسع من العمل الاجتماعي، تُدار كل دائرة على يد خبراء متخصّصين، بما يضمن أن تصل كل مبادرة إلى أعلى معايير الفاعلية والنزاهة.

ومن بين أبرز حملات المنظمة مبادرة "كلين كولكاتا درايف" التي تهدف إلى تحويل المدينة إلى منطقة حضرية خالية من النفايات. وبالتعاون مع السكك الحديدية الشرقية، نُظِّم حدث توعوي بارز في محطة سكة حديد كولكاتا، حضره كبار مسؤولي السكك الحديدية، بمن فيهم مدير السكة الحديدية الإقليمي.

وقد تميز الحدث بحضور أوشا أوثوب الحاصلة على جائزة بادما بوشان، حيث جرى التأكيد على أهمية المسؤولية المدنية، كما وُزِّعت مواد توعوية على المسافرين اليوميين، لترسيخ الوعي بأهمية النظافة وحماية البيئة.

وإدراكًا للحاجة الملحّة إلى حماية الشباب من آفة تعاطي المخدرات، ينظّم فاروق فعاليات في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات. وبالتعاون مع القسم الجنوبي لشرطة كولكاتا، تُطلق منظمة "الحقوق للجميع" حملات وأنشطة توعوية ضد المخدرات، بمشاركة شخصيات بارزة في المدينة، من سياسيين وممثلين ومنظّمي فعاليات رياضية وطلاب من المدارس المرموقة، مقدّمة نموذجًا نادرًا للتفاعل المجتمعي واسع النطاق.

كما أولت المنظمة اهتمامًا خاصًا بالوعي البيئي من خلال مبادرات مثل حملة "كولكاتا بلا بلاستيك" في منطقة تشيتلا بجنوب كولكاتا، بالشراكة مع فيلق الطلاب العسكريين الوطني وبلدية كولكاتا. ومن خلال حملات التوعية العامة، تلهم المنظمة المواطنين لتبنّي ممارسات مستدامة، وترسيخ ثقافة المسؤولية والعيش الصديق للبيئة.

ويؤكد فاروق على أهمية الرفاهية الشاملة جنبًا إلى جنب مع العمل الاجتماعي والبيئي. ففي اليوم الدولي لليوغا، وبالشراكة مع المتحف الهندي، تنظّم المنظمة معسكرات يوغا لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية، مؤكدة أن العافية ركيزة أساسية من ركائز التقدّم المجتمعي.

كما تُشكّل التربية والمعرفة محورًا رئيسًا آخر في فعاليات المنظمة. فمن خلال مبادرة "من الشارع إلى المتحف"، يُتاح للأطفال المحرومين القيام بجولات تعليمية إلى المتحف الهندي، حيث يشاركون في جلسات تفاعلية حول التاريخ والعلوم. وخلال فترة الإغلاق، ضمنت المنظمة وصول الإمدادات الغذائية اليومية إلى أكثر من 500 شخص من الفئات المهمَّشة، في تجسيد عملي للتعاطف والمودة في أوقات الأزمات.

ويظل تمكين المرأة محورًا أساسيًا في رسالة المنظمة. وتوضح غيتي حكيم: "نُطلق بانتظام حملات توعية حول حقوق المرأة، مع التركيز بشكل خاص على المجتمعات المسلمة، لضمان فهم النساء لحقوقهن وقدرتهنّ على المطالبة بها بثقة".

وبقيادة غلام فاروق وغيتي حكيم الملهمة، تواصل منظمة "حقوق للجميع" العمل كمنارة للعدالة والشمول والكرامة الإنسانية. وتضمن جهودهما الدؤوبة ليس فقط سماع أصوات المواطنين الأكثر ضعفًا، بل وتمكينهم أيضًا، مجسدين بذلك رؤية مجتمعية تتضافر فيها الرحمة والعمل معًا.