نيودلهي
نظّم قسم التاريخ والثقافة في الجامعة الملية الإسلامية يوم 11 أغسطس 2025م، المحاضرة التذكارية الخامسة لإحياء ذكرى الأستاذ مشير الحسن، شيخ الجامعة سابقًا.
تُقام هذه السلسلة من المحاضرات تكريمًا لإسهامات الأستاذ مشير الحسن في التاريخ الهندي الحديث، حيث كرّس جهوده لدراسة الطائفية، والقومية، وهوية المسلمين في الهند. وقد شكّلت فترة توليه رئاسة الجامعة مرحلة مفصلية، حيث ساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة الجامعة الملية الإسلامية كمركز فكري وأكاديمي مزدهر.
بدأت فعالية المحاضرة بكلمة ترحيبية ألقتها الأستاذة بريتي شارما، رئيسة قسم التاريخ والثقافة، حيث رحّبت بحرارة بالضيوف والمتحدثين وأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة. ثم قدم الدكتور جواد عالم من قسم التاريخ والثقافة، كلمة تذكارية، واستعرض فيها مسيرته التي امتدت لأكثر من 36 عامًا في الجامعة الملية الإسلامية، وصعوده إلى مرتبة الأستاذية في سن الثانية والثلاثين، إلى جانب مسيرته الأكاديمية الثرية التي شملت تأليف 17 كتابًا وتحرير 36 آخرين. وكما سلّط الضوء على أبحاث الحسن حول شخصيات بارزة مثل محمد علي جوهر، ودوره في تصحيح السرديات المشوّهة حول المسلمين في الهند.
ثم تفضل الأستاذ راماشاندرا غُوها ليلقي محاضرته الرئيسية حول "التعرّف على غاندي: مسيرة كاتب سيرة". استعرض غُوها في محاضرته ذكرياته مع الأستاذ مشير الحسن، ثم تناول رحلته في كتابة سيرة المهاتما غاندي، كاشفًا عن جوانب غير معروفة من حياته، وتأثيره في مجالات متعددة كالحركات البيئية ومناهضة التمييز الطبقي. وناقش غُوها تعدد تفسيرات لصورة غاندي منذ الستينيات، واختتم بتأملات حول تحديات الكتابة الأكاديمية في الهند.
وتلت المحاضرة مداخلة الأستاذ سيد عرفان حبيب، الذي سلّط فيها الضوء على تنوّع التقاليد الفكرية في الهند، ووضع غاندي في سياقها التعددي.
وفي الختام، ألقى الأستاذ مظهر آصف، شيخ الجامعة الملية الإسلامية والضيف الرئيسي في المحاضرة، كلمته الختامية، حيث تحدّث عن تأثره الشخصي بأفكار غاندي وبريم تشاند، وبيّن كيف استطاعت الجامعة الملية الإسلامية أن تواصل الحفاظ على إرثهما وتجسيده في ممارساتها الأكاديمية والثقافي. ثم تحدث عن فلسفة الجامعة الملية الإسلامية القائمة على العلم، والتعليم، والتربية، مؤكدًا أن التنمية الأكاديمية لا تكتمل دون التنمية الأخلاقية. كما تطرق إلى أهمية مواجهة التهميش، باعتباره قضية محورية في أعمال الأستاذ مشير الحسن.
اقرأ أيضًا: الإبداع والإنتاجية وحرية التعبير هي أبعاد أساسية للتنمية الثقافية
شهدت مشاركةً حماسيةً من أعضاء هيئة التدريس والباحثين من مختلف أقسام الجامعة الملية الإسلامية. واختُتمت الجلسة بالنشيد الوطني، تأكيدًا على روح الاحترام والانتماء الوطني.