نيودلهي
رحيمي، وهي امرأة تبلغ من العمر 80 عامًا من قرية تيلاكبوري في منطقة ميوات بولاية هاريانا، كانت قد احتفظت بسوارها الفضي ليكون زاد أيامها الأخيرة، بل وفكرت في إهدائه عند زفاف فتاة فقيرة.
ولكن عندما اجتاحت الفيضانات الولاية المجاورة البنجاب، وجرفت الحقول والقرى في جميع المناطق الـ23، وبدأت النساء المحليات بجمع التبرعات من الحبوب والنقود لمساعدة المتضررين، خلعت رحيمي سوارها وقدّمته للمتطوعين الذين يجمعون الإغاثة للمنكوبين.
ولم تكتفِ بذلك، بل تبرعت أيضًا بمدخراتها لإغاثة المتضررين. وقالت أثناء حديثها مع المتطوعين والصحفيين: "هؤلاء أهلنا؛ إن لم نساعدهم نحن، فمن سيفعل؟".
وأخبرت صحيفة "تايمز أوف إنديا": "كنت أرغب في أن أهدي السوار لفتاة فقيرة لزواجها قبل وفاتي، لكنني أعتقد أن شعب البنجاب بحاجة إليه أكثر اليوم. ليس كثيرًا، لكنه كل ما أملكه".
وأضافت أنها، بعد مرورها بتجربة فيضان عام 1996م، تتعاطف بشدة مع معاناة ضحاياه في البنجاب. وقالت بصوت مرتجف: "في ذلك الوقت، أصبح كبار المُلّاك معدمين، وتبرعت النساء بحميرهن، وكان الأطفال يجوبون القرى بحثًا عن لقمة يسدون بها جوعهم".
ويتم تداول مقطع الفيديو الذي يُظهر رحيمي وهي تقدّم سوارها الفضي للمتطوعين على منصة "إكس" انتشارًا واسعًا، ليصبح رمزًا للتضحية والإنسانية.
That's #Mewat for you. Simple and surprising. The district where majority still struggle for basic needs people especially senior women are out giving their ornaments, pensions for #PunjabFloods2025 because they know how #Floods feel. Kisaniyat is what binds them together.… pic.twitter.com/HkKCLnvoKs
— Sumedha Sharma (@sumedhasharma86) September 8, 2025
ومع أن رحيمي صارت وجهًا يرمز إلى كرم وتعاطف السكان المحليين، فإن نساء الميو (المسلمات) من منطقة ميوات يقدّمن بدورهن مثالًا ملهمًا على النهوض عند الشدائد. ففي قرية نونتشارا بمنطقة سيهنا، تبرعت النساء في السبعينيات والثمانينيات من أعمارهن بنحو 2 كغ من الفضة و20 غرامًا من الذهب، تقدّر قيمتها بنحو نصف مليون روبية، لدعم جهود الإغاثة في البنجاب.
ومن المهم الإشارة إلى أن منطقة ميوات من أكثر مناطق البلاد تخلّفًا، إذ تعاني من مؤشرات اجتماعية واقتصادية متدنية ويعد دخل الفرد فيها من الأدنى على مستوى البلاد. ومع ذلك، فإن تبرعات السكان تؤكد أن التعاطف والإنسانية لا يرتبطان بالثراء.
ويقول الناشطون الاجتماعيون إن نساء الميو غالبًا ما يحتفظن بقطعة ثمينة من مجوهراتهن ليقدّمنها كهدية لفتاة فقيرة يوم زفافها. ولكن هذه المرة، اجتاحت موجة التبرعات المنطقة، فتبرعت كثيرات بمعاشاتهن التقاعدية، وأخريات بمدخراتهن الشخصية، في حين قدّمت الشابات مهورهن وأوانيهن وحبوب الغذاء. وحتى الآن، تم إرسال أكثر من 250 شاحنة محمّلة بمساعدات الإغاثة إلى ولاية البنجاب.
यह वही लोगों है जिन्हें आजादी की लड़ाई में कुर्बानी से लेकर आभूषण थी दिया थे ।
— ashokdanoda (@ashokdanoda) September 8, 2025
आज वही मेवाती पंजाब बाढ़ पीड़ितों के लिए तन मन धन से साथ खड़े है।
महिला अपने आभूषण तक दान कर रही है अपने भाईचारा के लिए 🔥
यही तो छोटूराम का पंजाब है 💪🚜
मेवात ♥️♥️♥️ pic.twitter.com/uiW4zZRHHv
وتقوم نساء ميوات بنسج الطنافس ليستخدمها الأطفال المتضررون من الفيضانات للنوم، ويصنعن خبزًا يمكن حفظه لأيام دون أن يفسد. وتقول رحيمي: "المال لا يستطيع أن يدفئ طفلك حين يرتجف من البرد بعد انحسار المياه. والبسكويت لا يسدّ الجوع. ولا أملك مجوهرات ولا مالًا، لكنني أنسج أفضل الطنافس في المنطقة. ولقد صنعت أربع طنافس وأرسلتها. وهذه الطنافس اليدوية قوية بما يكفي لتغطية الجسد".
وتحوّلت المساجد المحلية إلى مراكز لجمع التبرعات، موجّهة نداءات لدعم ضحايا الفيضانات.
اقرأ أيضًا: مبادرات الجماعة الإسلامية في الهند تجسّد وحدة المجتمعات في خدمة الإنسانية خلال الكوارث
وقال المنسقان عمر برلا وظفر أسلم: "لميوات تقليد عريق في خدمة الآخرين، وهذه ليست المرة الأولى لنا. قد لا نملك الكثير، لكننا نتقاسم ما لدينا. ونحن مرتبطون بالبنجاب برابطة واحدة هي إنسانيتنا. ونحن نعرف معاناة كل مزارع اليوم. اليوم نقوم بواجبنا، وغدًا واثقون أن إخوتنا سيقفون معنا أيضًا".
وقال أخيل بالاني، نائب مفوض منطقة نوح، لصحيفة تايمز أوف إنديا: "لقد أدهشتنا روح الناس. والشباب ينظمون حملة الإغاثة، والرجال والنساء يبذلون قصارى جهودهم. ونحن نحرص على ألا تكون هناك أي عوائق أمام جمع وتوصيل مواد الإغاثة".