نيويورك
أعربت الهند عن قلقها إزاء استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدة على ضرورة فرض وقفٍ لإطلاق النار، ومشددة على أن "التوقفات المتقطعة في الأعمال العدائية" ليست "كافية" لمواجهة حجم التحديات التي يواجهها سكان المنطقة.
وقال السفير برافاثانيني هاريش، الممثل الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، خلال كلمته في مناقشة مفتوحة في مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء: "يُعقد اجتماع اليوم في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في غزة".
وقال هاريش خلال المناقشة المفتوحة حول "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية": "فترات التهدئة المتقطعة في الأعمال العدائية ليست كافية لمواجهة حجم التحديات الإنسانية التي يواجهها السكان، والذين يعانون يوميًا من نقص حاد في الغذاء والوقود، وضعف الخدمات الطبية، وانعدام فرص الوصول إلى التعليم".
وأكد هاريش أن الطريق إلى الأمام واضح، وسلّط الضوء على موقف الهند الثابت في هذا الصدد، وقال إنه لا ينبغي السماح باستمرار المعاناة الإنسانية الجارية.
وقال: "يجب تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة، مستمرة وفي الوقت المناسب. فلا بديل عن السلام. ويجب فرض وقفٍ لإطلاق النار. ويجب الإفراج عن جميع الرهائن. ولا يزال الحوار والدبلوماسية هما الطريقان الوحيدان القابلان لتحقيق هذه الأهداف. فلا توجد حلول أخرى".
كما أعرب عن أمله في أن يُمهّد المؤتمر الأممي المقبل حول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الطريق نحو "خطوات ملموسة" لتحقيق حل الدولتين.
وأكد السفير هاريش خلال المناقشة التي عقدها مجلس الأمن تحت رئاسة باكستان لشهر يوليو، أن الهند تربطها علاقات تاريخية ومتينة مع أشقائها وشقيقاتها الفلسطينيين.
وقال: "لقد وقفنا دائمًا إلى جانبهم، وإن التزامنا تجاه القضية الفلسطينية ثابت لا يتزعزع"، مشيرًا إلى أن الهند كانت أول دولة غير عربية تعترف بدولة فلسطين.
وفي وصفه للوضع الصحي والتعليمي في غزة بأنه "مقلق بشكل خاص"، أوضح هاريش أن منظمة الصحة العالمية تُقدّر أن نحو 95% من المستشفيات في غزة قد تضررت أو دُمّرت.
وأشار هاريش إلى أن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أفاد بأن أكثر من 650 ألف طفل حُرموا من التعليم منذ أكثر من 20 شهرًا.
وأضاف أن الهند تبدي اهتماما بالمؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن تنفيذ حل الدولتين، والمقرر عقده في الفترة من 28 إلى 30 يوليو.
وتابع قائلاً: "بينما ننخرط بطريقة تقدمية وبناءة، فإننا نأمل أن يُمهّد هذا المؤتمر الطريق نحو خطوات ملموسة لتحقيق حل الدولتين".
,قال إن الهند تؤكد استعدادها للمساهمة في الجهود الرامية إلى تشكيل أفق سياسي يعيد الأمل للشعب الفلسطيني ويحقق السلام المستدام في الشرق الأوسط.
وكان من المقرر أن يُعقد المؤتمر رفيع المستوى، الذي تشترك في رئاسته كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا، في الفترة من 17 إلى 20 يونيو، لكنه أُرجئ بسبب تصاعد التوترات في المنطقة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "من الضروري للغاية إبقاء منظور حل الدولتين حيًا مع كل الأمور المروعة التي نشهدها في غزة والضفة الغربية".
وقال غوتيريش: "لأولئك الذين يشككون في حل الدولتين، أطرح هذا السؤال: ما هو البديل؟ هل هو حل الدولة الواحدة الذي يُطرد فيه الفلسطينيون، أو يُجبرون على العيش في أرضهم دون حقوق؟ سيكون ذلك أمرًا غير مقبول تمامًا. إنني أؤمن إيمانًا راسخًا بأن من واجب المجتمع الدولي أن يُبقي حل الدولتين حيًّا، ثم يهيّئ الظروف لتحقيقه".
ووصف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، المؤتمر الدولي بأنه فرصة حاسمة "يجب علينا اغتنامها لرسم مسار لا رجعة فيه نحو تنفيذ حل الدولتين"، مؤكدًا أنه "من الضروري أن ينجح هذا المؤتمر".
اقرأ أيضًا: الأيورفيدا: علم الحياة في قلب الحضارة الهندية القديمة
وجدّدت الهند تأكيدها أن السبيل لتحقيق السلام الدائم يكمن في حل الدولتين – أي إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة ومستقلة، ضمن حدود معترف بها ومتفق عليها من الطرفين، تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام.
وذكر هاريش أن سعي الهند يتمثل في إحداث "أثر ملموس" في الحياة اليومية للفلسطينيين من خلال تنفيذ مشاريع في قطاعات متنوعة، مشيرًا إلى أن الهند تنفذ حاليًا مشاريع تتجاوز قيمتها 40 مليون دولار أمريكي.